المقالات

هل أمطرتْ السماء دمًا ؟!

2676 2020-10-06

 

مجيد الكفائي||

 

من الروايات التي يتداولها اتباع اهل البيت عليهم السلام ان يوم عاشوراء وبعد مقتل الحسين واهل بيته عليهم السلام اضطربت الارض بسمائها وحدث تغير مناخي غير معتاد ثم مطرت السماء مطرا غزيرا عرف وقتها بالمطر الدموي ، وقد فسر علماء المسيح ورهبانهم آن ذاك هذا المطر على انه غضب الهي، هذه الرواية وكثير غيرها ظلت تتداولها الالسن سنينا عديدة ، فعمدت السلطات الحاكمة والمعادية لمحمد وآله من الاموين وغيرهم الى دحضها بطرق كثيرة ، فعمدت تلك السلطات الى قتل كل من يرويها، او الاستهزاء والسخرية من رواتها وتكذيبهم واتهامهم بالجنون ، لكن ورغم كل شيء ظلت تلك الروايات تحكى ويتناقلها الناس على مر العصور، ومما صدق هذه الروايات ورود احاديث نبوية عن امُّ سلمة وعبد الله بن عباس صنفت في اسانيد المسلمين بانها صحيحة رغم محاولات الكثير لجعلها بعيدة عن التصديق، ففي رواية عن امِّ سلمة ان الرسول عليه وآله صلوات الله كان في دارها وقد دخلت عليه فوجدته يتألم وقد بدا عليه القلق وانه نام ثم صحا ونام مرة اخرى وصحا وانها رآت في يده تربة يشمها ويبكي فسألته عن السبب فقال لها ان جبرائيل عليه السلام اخبره ان الحسين سيقتل وقد اعطاه تربة من الارض التي سيقتل فيها ، وقد اعطى الرسول صلوات الله عليه تلك التربة وحسب الروايات الى ام سلمة وقال لها اذا رايت هذا التراب استحال دمًا فاعلمي ان ولدي الحسين قتل ، هذه احدى الروايات الثابتة في  ما يسمى صحاح المسلمين وكتب اتباع اهل البيت ، اما الرواية الاخرى فعن عبد الله ابن عباس انه كان بين النوم واليقظة ظهيرة عاشوراء فرآى ان الرسول اشعث اغبر وانه يجمع من الارض شيئا فسأله ابن عباس عن سبب ذلك فقال له انه يجمع دماء الحسين واصحابه وعندما صحا ابن عباس من نومه رواها لاصحابه وتبين بعدها انه يوم مقتل الحسين، هذه روايات المسلمين وان حاول البعض عدم ذكرها وتكذيبها الا انها ظلت صامدة سنينا ، لكن الغريب ان كتب تاريخية شرقية وغربية تذكر ان السماء مطرت دمًا في الثمانينيات من القرن السادس الميلادي في العراق وايران والهند واروبا وان هذا العام سمي بالعام الدموي واعتقد الكثير من رهبان المسيح واثبتوا ذلك في كتبهم وتراثهم الديني ان غضبا الهيا قد حلّ مع انكار البعض ان يكون المطر دما بل قالوا انه ماء ملونا ، لكن دراسات الباحثين البعيدة عن الدين اثبتت ان السماء فعلا مطرت دما في عام ٦٨٠ ميلادية وان المطر كان دما حقيقيا وليس ماءً احمر اللون كما ثبت من تحليل الرهبان والعلماء والمهتمين وقتها (للمطر الدم )حيث اثبتوا انه لا يتبخر عند التسخين وانه دما وليس ماء ملونا، وبعد سنين جاء باحث اسمه ريشارد نورث وهو استاذ في التاريخ الاوربي في جامعة كامبردج واكسفورد وخلال قراته لكتاب ذي انجلو ساكسون كورنكل وجد حقيقة مفادها ان السماء امطرت دما في عام ٦٨٠ ميلادي وعند مقابلة ذلك العام مع العام الهجري تبين انه عام  ٦١ هجرية يوم استشهاد الحسين واهل بيته واصحابه عليهم السلام على يد الامويين واتباعهم .

،ان الحقائق والوثائق التاريخية غير الاسلامية اثبتت ان السماء مطرت دما وتوافقت مع الروايات الاسلامية فلماذا يحاول المسلمون انكار ذلك ويعتبرونه من تخاريف الشيعة ، الحقيقة هم يعلمون بصحته لكن انكارهم له هو بسبب كرههم لمحمد واهل بيته وولائهم للشيطان واتباعه ، لقد مطرت السماء دما يوم قتل امام البشرية وسيدها الحسين بن علي بن ابي طالب عليهم السلام ، ولينكر  من ينكر ويكفر من يكفر وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين.

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ام قمر
2020-10-06
ويبقى حبنا للحسين سيف حاد في قلوب الكافرين والمنكرين لااعلم ما بهم هؤلاء المكذبين ولا اعلم سبب غيرتهم من عشقنا للحسين حفيد رسولنا الاعظم محمد (صلى الله عليه وسلم)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك