المقالات

خدام  الحسين ودورهم في حفظ الشعائر الحسينية 


   السيد محمد الطالقاني||   كان النظام البعثي المقبور يخشى من خطورة الشعائر الحسينية في استمرار حكمه وتسلطه على رقاب الامة . فمنذ اليوم الاول لانقلابهم المشؤوم, شن نظام البعث الكافر  حربا واسعة ضد الشعائر الحسينية , معتبرا  المشاركة فيها جريمة عظمى تصل عقوبتها الى الإعدام, أو السجن المؤبد, لانها كانت تتصف بالتجمع الجماهيري الكبير, والشعارات الثورية الرافضة للظلم، والداعية للخروج على الظالمين.    وكان لخدام الامام الحسين عليه السلام دورا بارزا في حفظ الشعائر الحسينية, والذين يعتبرون هذا الدور هو امتدادا لدور انصار ابي عبد الله .  فكانت اولى المواجهات في  شهر محرم سنة  1969, عندما قامت السلطات البعثية  بالتضييق على مراسم العزاء والمواكب الحسينية، فمنعت بعضها وأملت شروطاً على البعض الاخر، حتى وصل الامر ان أغلقت أجهزة السلطة في مدينة النجف الاشرف  أبواب مرقد الإمام علي عليه السلام في ليلة التاسع من المحرم,  حيث في هذه الليلة تكون مراسيم ختام العزاء العاشورائي على المعتاد سنويا, مما سبب في حدوث مواجهة واصطدام بين ابناء المواكب الحسينية ورجال الامن البعثي, فدخل الآلاف من المعزّين الغاضبين صحن أمير المؤمنين علي عليه السلام  عنوة, وعلى اثر ذلك تم اعتقال العديد من رجال الدين, ومنظمي المواكب الحسينية. ثم استمر التضييق على خروج المواكب الحسينية في الاعوام اللاحقة, حتى حددت السلطات البعثية  في عام 1972 مراسيم اقامة العزاء في  بعض الحسينيات التي اختارتها  ولم تسمح لغيرها أن تقوم بالعزاء.     وفي ليلة العاشر من محرم 1975، منعت السلطة الصدامية خروج مواكب العزاء الحسيني، وعلى إثرها ضربت الجماهير الحسينية الغاضبة  في النجف الاشرف  قرار السلطة، وخرجت في مسيرات صاخبة بالسلاح الأبيض، وحدثت مجابهات مع الامن الصدامي, اعتقل على اثرها العشرات من خدام الامام الحسين عليه السلام.  واستمرت الاضطرابات في هذا العام حتى شهر صفر حيث قامت الجموع التي زحفت الى كربلاء لاداء زيارة الاربعينة  بتمزيق صور المقبورين البكر وصدام، وتحولت تلك المسيرة العزائية إلى تظاهرة واسعة رفعت فيها الشعارات الثورية الداعية الى رفض الظلم والاستعباد. ونتيجة لذلك بادرت  حكومة البعث الكافرة في السنة التالية اي في عام 1976 إلى منع مسيرة الاربعينية التي تتجه من مختلف مدن العراق إلى كربلاء مشياً على الأقدام, لكن الامة كانت مصرة على اداء المسيرة الاربعينية , فخرجت متجه نحو كربلاء العشق الحسيني سيرا على الاقدام, واصطدم خلالها المشاة مع  قوات السلطة التي تحشدت لمنعهم، وحدثت أعمال عنف واعتقالات، إلاّ أن السلطة فشلت في الوقوف بوجه المشاة الذين تمكّنوا من الوصول إلى كربلاء بعد ثلاثة أيام من السير على الأقدام. وفي السنة اللاحقة كانت المواجهة الكبيرة بين خدمة الامام الحسين عليه السلام وقوات الامن الصدامي, حيث  انتفاضة صفر عام 1977 حين تحدّت الجماهير الحسينية الطائرات والدبابات ,والحديد والنار, بدروع بشرية ليعلنوا بداية انتفاضة حسينية اسلامية كبرى, انتفاضة شعب حسيني ثائر بوجه نظام يزيدي كافر . فكانت انتفاضة صفر الخالدة,  تلك الانتفاضة التي جاءت  لتجديد الروح العاشورائية والتضحيات الكربلائية عندما انطلقت الامة شاهرة سيوفها بوجه الحكم العفلقي الاستبدادي الجائر, متجاهلين ذواتهم ومصالحهم ومتخلين عن أهوائهم وشهواتهم ,هدفهم إعلاء كلمة الله واحقاق الحق, فبدأت المواجهة الكبرى مع النظام البعثي الكافر, وسالت لنا  فيها دماءا عزيزة وغالية علينا, رسمت  للاجيال صورا رائعة في الفداء والتضحية والايثار.  وقد شهدنا ثمرات تلك الدماء الزواكي في عصرنا الحالي, بهلاك ذلك الطاغية وسقوطه في مزبلة التاريخ, وبقيت صور شهداء الشعائر الحسينة من خدمة الامام الحسين عليه السلام راسخة في نفوسنا ليخلدها التاريخ على مر الدهور.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك