المقالات

الدولة ومتطلباتها


 

سعيد ياسين موسى||

 

لا يخفى على أحد أن موضوعة الدولة أصبحت قضية حوار عام للمجتمع وبكافة الشرائح الإجتماعية والسياسية بل حتى دينيا عقائديا, كثيرا قرأنا وإطلعنا على إن الدولة تعني الجغرافية الإقليمية أرضا ومياه وسماء وشعب وتاريخ مشترك ,كما لا يخفى أن الدولة أو الكثير من الدول القائمة حاليا حدودها الجغرافية قد ثبتت بعد الحرب العالمية الأولى والثانية ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وقد أصابها الإقتطاع والتجزءة والإضافة ,اليوم نحن أمام حدود جغرافية محددة ومثبتة وفق المعادلات السياسية والحربية في حينها,ولا أود الإسهاب فيها .

الدولة هي مظهر وإطار ناتج عن تمظهرات إجتماعية ترعى ةتحقق مصلحة مجموعة بشرية محددة وتتحدد الدول داخليا وخارجيا وفق أُطار عقد إجتماعي بين الأمة الشعب القاطن في الرقعة الجغرافية تلبي هذه الأُطر متطلبات وحاجات الأُمة الشعب وتنظم حياتها وفق دستور يتنازل الشعب والأفراد عن جزء من الحقوق الإدارية والمالية والأمن والدفاع وإعلان الحرب والسلم ووضع البرامج في هيكلية محددة وفق الدستور تدعى منظومة أدارة الحكم كما نوع النظام السياسي وتعدد الأدوار وتوزيع الأدوار وفق النظام السياسي الذي يتم إختياره كالنظام الملكي أو الجمهوري وهكذا أن تكون الدولة دكتاتورية أو ديمقراطية ,برلمانية أو رئاسية أو مختلطة,مركزية أو لا مركزية  ,وللدولة لها ولايتها الأقليمية على كامل أراضيها ومياهها وسمائها,تنظم الحياة العامة وفق الدستور وأطر مؤسساتية وقانونية تضمن تطبيق الدستور المصوت عليه من الأُمة الشعب.

منظومة إدارة الحكم في العراق وحسب الدستور العراقي الإتحادي النافذ تتشكل من السلطة التشريعية بغرفتين (مجلس النواب ومجلس الإتحاد),السلطة التنفيذية بغرفتين (مجلس الوزراء ورئاسة الجمهورية) والسلطة القضائية بغرفتين (مجلس القضاء الأعلى بضمنها الإدعاء العام والمحكمة الإتحادية وفي بعض الدول تدعى المحكمة الدستورية),كما هنالك هيكلية تتكون من هيئات مستقلة إداريا وماليا وفق القانون,وإدارة حكم محلي حسب متطلبات الإدارة اللامركزية ومن عمادها أختيار المجتمع المحلي بشكل مباشر لإداراتها التنفيذية والتشريعية المحلية مع ولاية السلطات الثلاثة والهيئات المستقلة الإتحادية على الإقليم الجغرافي للدولة,وتسمى بالعرف السياسي سيادة الدولة.

ومن موجبات سيادة الدولة ,سيادة القانون و إنفاذ القانون وإحتكار السلطة التنفيذية للقوة والسلاح ,كما من موجبات الدولة إحتكار القضاء في الفصل في المنازعات بين الأفراد والجماعات كما بين السلطات والمؤسسات حال وجود تنازع بينها ,وهنا التفويض الممنوح من قبل الأُمة الشعب ليس كليا بل مقيد وفق الدستور والقانون وللشعب حق المراجعة والتقييم والتقويم من خلال ممثلين منتخبين بشكل مباشر من الشعب لتأدية مهامهم ولولاية محددة زمنيا وفق إعلان سياسي محدد ,هنا نأتي على الى نقطة أُخرى من الموجبات وهي (المشاركة الشعبية) في إدارة الحكم من خلال المشاركة السياسية تحازبا وترشحا للإنتخابات العامة وناخبا,أيضا (المشاركة الشعبية) وفق مبدأ المساءلة والمراقبة على الأداء العام للدولة ولجميع فعاليات الدولة ,كما أن هيكلية أدارة الحكم كمنظومة ومؤسسات محل مساءلة الشعب بلا قيود مباشرة مع معرفة نتائج الفعاليات المقيدة كنتائج من خلال حرية وحق تلمس المعلومات,ولا يفوتني أن (الشعب مصدر السلطات) وفق الدستور,والمشاركة في الحياة الإقتصادية من خلال قطاع الأعمال والأفراد.

وأيضاً المبدأ المهم والخطير الذي يترجم الأداء العام لمنظومة إدارة الحكم وهو حق مكتسب ,هو مبدأ (الإستجابة) للجمهور ,وهذا المبدأ يترجم مدى إالتزام منظومة إدارة الحكم بسلطاتها الثلاث والهيئات المستقلة في ضمان تحقيق مصالح الشعب والإستجابة لمطالباته العامة والخاصة وفق القانون مع مراجعة الأُطر القانونية وتعديلها وتشريعها بما يحقق مصالح وإدارة مصالح الجمهور في تحسين نوعية الحياة والتنمية والتنمية المستدامة وتقديم نموذج لحكم صالح للحياة يكسب رضا الأمة الشعب ويحقق أولوياته الحياتية وضمان أدارة مصالحه والحفاظ عليها والسهر على سلامتها ومنع التجاوز عليها.

ومن المبادئ المهمة أيضا مبدأ (المساءلة والمحاسبة) ,على أن لا يستخدم هذا المبدأ في تحقيق غير مصلحة الشعب وبأي شكل من الأشكال منعا لأستغلال النفوذ السياسي والإداري بل حتى النفوذ الإجتماعي والديني وطنيا كان أو خارجيا.

علما لكل مبدأ من المبادئ أعلاها آليات وأُسس وأطر وأدوات وقياس أثر سأتناولها لاحقا بشكل تفصيلي

وللحديث تتمة.

الله تعالى والعراق والشعب العراق من وراء القصد.

بغداد في 4/10/2020 .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك