المقالات

سياسيّون على ظهر الذُبابة

1588 2020-10-01

  واثق الجابري||

 

واحد من أقدم الإتهامات لسياسيي مابعد العام2003م، أنهم جاؤوا على ظهر الدبابة؛ إتهاماً لهم بالدخول مع القوات الأمريكية، أو أنهم جاؤوا بإرادة أمريكية وعلى ظهور دباباتها. دخلت القوات الأمريكية إلى العراق بمسميات مختلفة و ذرائع شتى؛ كقوات غزو أو لإسقاط نظام مارق أو لتحرير العراق ،واستقر على تسمية الإحتلال بقرار أممي. لم تدخل القوات لوحدها، ولم يدخل السياسيون الجدد بعد العام2003م فحسب إلى العراق، بل رافقتها حملات إعلامية وحرب نفسية سابقة ولاحقة، ومنها أن العراقيين سيحصلون على أربعين مادة غذائية، بعد حصار سنوات، حتى أن النظام آنذاك ذات مرة، أخرج مظاهرات لرفض التدخل الأمريكي ويهتفون: ( منريد جبن الكيري.. أنريد خبز شعيري)، فألقت عليهم الطائرات الأمريكية صناديق المعلبات، فتركوا اللافتات والشعارات وتسابقوا على الصناديق، وحلموا أن الإحتلال سيجعل العراق في مصاف الدول المتقدمة ومدارس ومستشفيات متطورة، وشوارع معبدة ومتنزهات وناطحات سحاب، وإلى اليوم بعضهم يظن أن كل هذا سيحققه الإحتلال. الإستعمار والإحتلال وتحرير الشعوب؛ شعارات إستخدمتها الدول الغازية، لتغيير أنظمة وطبيعة حياة سياسية وإجتماعية وثقافية، وتعزز ذلك بالإنتقاص من عادات الشعوب وتقاليدهم ومعتقداتها، لتبرير الإحتلال، بإشارة إلى أن تلك الممارسات هي سبب التخلف، وطالما أثّر الإعلام والحرب النفسية،  وأصبح الشعب يعطي لكل ممارسة بمعيار خارجي، ويضرب أمثلة التقدم بإحترام القوانين هناك، بينما يسيء لها هنا، وبما أن معظم السياسيون جاؤوا من الخارج، فالشعب أنتظر نقلهم لتجارب تلك الدول.  الدبابة والأسلحة المتطورة وعالم وعالم الفضاء، صارت تقليدية أمام تقنيات الإعلام والحرب النفسية، التي تمهد الطرق لجعلها تمر بطرق منبسطة، ولم تعد الدبابة فحسب وسيلة للتنقل في إحتلال الشعوب، وبدل الدبابة، أصبحت هناك جيوش إلكترونية تسمى “الذباب الإلكتروني“، ويبدو  أن التسمية متشابهة في التأثير، لكراهية الذبابة. ما تنقل من أمراض إنتقالية خطيرة ربما تسبب وباءً، وصارت الذبابة تقهر الدبابة، والأوبئة تشل الحركة السياسية والإقتصادية والعسكرية في العالم.  زالت في الآونة الأخيرة إتهامات بعض السياسيين بأنهم جاؤوا بالدبابة، وصارت أمنية بعضهم  أن يقاتل شعبه ولو من فوق ظهر تلك الدبابة نفسها، ونفس من أتهموا بالدبابة، صاروا بعد التجربة انهم أعداؤها وفق مواقع إلكترونية مجهولة المصدر والتوجه، وحسابات وهمية، تنطلق في ساعات محددة للترويج عن أهداف معظمها غير مشروعة.  لم يعد دوراً مهماً في إتخاذ قرارات الدولة أولئك الذين يتهمون بأنهم جاؤوا على ظهر الدبابة، ولا من قاتل في الصيف والشتاء متحملاً الحرارة القاسية والبرد القارص ضد عصابات داعش، بل الدور لمن يتحدثون بلسان ذبابهم الإلكتروني أو يوعزون له بالحديث عنهم نيابةً، وما أكثر السياسيون الذين وصلوا إلى السلطة وهم يمتطون الذباب الإلكتروني، وما أسوأ السلطة عندما تتخذ قرارات توجه من حسابات وهمية، التي بدأت تتحرك على مفاهيم وقيم وعادات الشعب ومقدساته، ويبدو أن الشعوب المحتلة يقودها الذباب الإلكتروني، وسيكون أكثر خطراً عليه من الدبابات، وستوّرث له عاهات مستديمة، لا يمكن التخلص منها إلاّ بالتخلص من الذباب.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك