المقالات

سرى السومرية..!

1434 2020-09-28

 

سرى العبيدي||

 

حين أجلس أمام جهاز الحاسوب الذي أعمل عليه لأكتب ما يعن لي يوميا ، لا أجد مناصا من الأعتراف بقوة المكان الذي أنا منتم اليه، وبسطوة الزمان الذي أنا وإياكم وجدنا أنفسنا فيه بلا أرادة لنا..!

أنا في بغداد، أكبر مدينة عراقية وربما عربية، في السنة العشرين من الألفية الثالثة بعد الميلاد..

على مسافة قريبة من المكان الذي أجلس فيه يوجد موقع "عكركوف" الأثري، الذي يشهد على وجود الإنسان، آلاف السنين قبل الميلاد، في ذات البقعة التي أجلس فيها، والتي لا يمكن أن أعرف كم عدد الذين جلسوا فيها، و فعلوا ما فعلوا، قبل أن ينتهوا إلى التواري خلف ما يزيد عن 21 ألف سنة قبل الميلاد، والتي هي أقدم حقبة معروفة من تاريخ وجود الإنسان في العراق. إنني بقوة المكان والزمان.

 أجلس الآن ورأنا ارث، بمعية ما يقارب 40 عراقي وعراقية، لهذا العمق التاريخي و الحضاري والثقافي الضارب في منابع التاريخ...

ينبئني التاريخ أن مكاني كان موطنا لأقدم المجموعات البشرية التي عمرت في القديم بلاد مابين النهرين.

وتقول الحفريات أن أدوات الإنسان، في العصور القديمة، وتقويمه الزمني، وعقائده الدينية، وطقوس دفن الأموات، متطابقة مع ما هو سائد اليوم !

 ثم انضافت على مر العصور، مجموعات بشرية من كل بقاع العالم، وانصهرت فيما بينها لتعطي الشعب الذي أنتمي إليه. لكن للأسف الشديد، فتاريخ شعبي لم يتم تلقيني إياه في المدرسة، ولا في الجامعة، و لا عبر وسائل الإعلام، على هذا النحو.

 كل ما قيل لي هو أن العراق بلد "عربي"، و لم يبدأ تاريخه إلا مع رجل جاء من شبه جزيرة العرب، إسمه سعد بن أبي وقاص.

أما الذين كانوا هنا قبل هذا التاريخ، فهم ببساطة فص ملح وذاب في بحر الفتوحات الأسلامية العربية..لكن الحقيقة ليست هكذا قط، فالعراقيين هم هم منذ الأزل، و(شكو ماكو) و(ﭼا) و(صماخ) و(هاون) و(جاون) و(فالة) و(مشحوف) و(بلم) و(كضني) و(طركاعة) و(مسـﮔوف) و(بوري) و(بارية) و(صريفة) وأكثر من خمسة عشر ألف كلمة متداولة في العامية العراقية،هي كلمات سومرية مازالت مستعملة لغاية اليوم خصوصا في جنوب العراق...

كل الذين يعيشون في جنوب العراق هم سومريون بالفطرة وإن لم يكونوا من أعراق سومرية!

أنا سرى العبيدي.. سومرية بالتأكيد...!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك