المقالات

إصبع على الجرح..أبو سامي والثور..

1364 2020-09-19

 

منهل عبد الأمير المرشدي||

 

تجاوز ابو سامي الخمسين سنة من عمره وهو خال الوفاض من أي التزام ديني فلا صلاة ولا صوم ولا شأن له بحلال او حرام  رغم انه يعيش فقير الحال معتمدا على الثور الذي يملكه ليحرث به أرض الناس فكل شيء لديه مباح مستباح على العكس من زوجته الحاجة ام سامي التي تخشى الله وتدعوا له في صلواتها أن يهديه ويعيده الى صوابه.

 أصيب ابو سامي بوباء الكورونا وسائت حالته وتدهورت صحته حتى يأس منه الأطباء فتوجه بالدعاء الى الله ان يتقبل توبته ويعفوا عنه وأقسم انه إذا نجا من محنته سوف يكون مؤمنا ملتزما ولا يعصي الله أبدا .

شائت الأقدار وأصبح اليوم الثاني وإذا بأبو سامي صاحي الجسد متعافي بتمام العافية فحمد ربه وشكره والحاجة أم سامي تزغرد وتصيح به اشكر ربك واعقل ويكفي معاصي . تغيرّ صاحبنا تماما في التقيّد بثوابت الدين والتزم بصلاته ومفردات العمل في حياته .

في يوم من الأيام خرج أبو سامي من بيته فجرا لقيم صلاة الصبح في المسجد وكان خاشعا جدا حتى انه قرأ القرآن قبل الصلاة وبعد الصلاة ويستغفر ربه كثيرا ويذكر الله كثيرا ويسبحه كثيرا .

غادر المسجد ليعود الى البيت وفي الطريق وهو مشغول بالتسبيح شاهد سيارة حمل واقفة وحولها مجموعة من الرجال يحاولون إصعاد ثور في السيارة لكن الثور يقاومهم ويرفسهم برجليه ويرفض الصعود .

توقف أبو سامي فهو قد صار رجلا مؤمنا ويحب فعل الخير فتقدم اليهم ووضع كفّه على رأس الثور فألتفت اليه الثور ونظر اليه وصعد الى حوض السيارة بدون أن يدفعه أحد .

 فرح ابو سامي من القلب وشكر ربه كثيرا وحمده كثيرا وقال في نفسه سبحان الله هذه بركات التسبيح لله جعلتني مباركا فمجرد وضعت كفي على رأس الثور هدأ واطمأن وصعد .

 شكره الرجال وقالوا له انت انسان ميارك فغادرهم مكملا طريقه الى بيته لكنه ما ان وصل البيت حتى سمع زوجته تولول وتبكي وتلطم على رأسها . قال لها ما بك خيرا ماذا حصل .

 قالت له يا لسوء الحظ يا للمصيبة  لقد سرقوا الحرامية الثور .

نظر لها ابو سامي وضحك ثم ضحك ثم عاد ليضحك من جديد فأستغربت زوجته ذلك منه وقالت له ما بك هل هناك شيء يضحك بهذه المصيبة ..

 قال لها .. ماذا اقول لك يا ام سامي (الثورعرفني وانا لم اعرفه .) . لا ادري ما الخبر فينا اليوم فثيراننا كثيرة ولا نعرف هل نحن لا نعرفهم ام هم لا يعرفونا ام كلانا لا يعرف بعضنا ومن فينا الثور  ومن فينا المؤمن ومن فينا الحرامي ؟ .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك