المقالات

وطن وليس مزرعة للساسة..!

1387 2020-09-16

  سرى العبيدي||   يكتنف القضايا الوطنية اليوم غموض كثير ولبس  أكثر! ويتأتى معظم الغموض والإلتباس من أن النخب السياسية اختارت الانفراد في التعاطي مع هذه القضايا، وعدم إشراك الشعب واطلاعه على المستجدات المرتبطة بالشأن الوطني، وبواضح الأمر، فإن الساسة يتصرفون وهم مؤمنين بأنهم يديرون بلدا من الرعايا لا بلدا من المواطنين!.. والفرق كما تعلمون كبير جدا بين الرعوية والمواطنة..! الرعوية  تعني إسترقاق الفرد وإرتهان أرادته لدى الدولة، والمواطنة علاقة تبادلية من حقوق وواجبات بين الدولة والشعب .. الأمر يتعلق في نهاية المطاف بإقرار الديمقراطية الحقيقية ببلادنا، وفاقم الأمر انعدام الوعي لدى الساسة بمستلزمات المرحلة التاريخية الجديدة التي يمر بها شعبنا، ونشير الى إن الاعتماد على الغير والرهان على التأثيرات الخارجية لدول الجوار وسواها في معالجة المشكلات الوطنية، يظل وهما من أوهام التاريخ وخطأ سيجر إلى ارتهان الإرادة الوطنية لدى الغير.  ورغم ما للدبلوماسية والمجتمع الدولي والعلاقات الخارجية والدعم الخارجي من أهمية في بناء الدولة، والتي ينبغي توظيفها مجتمعة إلى أقصاها خدمة للمصالح الوطنية، لا لخدمة المصالح الفئوية والحزبية والشخصية، إلا أنه يتعين الانتباه إلى أن ذلك سلاح ذو حدين. وهكذا بتنا أمام موقف ينطوي على حقيقتين، الأولـى تتمثل في أن الديمقراطية لازالت بعيدة التحقق. والثانيــة هدم كل مقاييس ومعايير السياسة والمنافسة السياسية المرتبطة بالتصورات والبرامج..إنه مشهد معقد يحتاج إلى برنامج عفيف ومسؤول لإصلاحه، ليس ترميما ولكن نقضا بالإتيان ببرنامج مغاير له ومتجاوز له نعبر به إلى شواطئ الاستحقاق الوطني والإنساني، والخلاصة هي أنهم مرتهنين الإرادة، يريدون إعادة رهننا لدى المرابي الذي رهنوا إرادتهم عنده..! . الوطن ليس تلك المناطق الجغرافية المُحددة بخطوطٍ وهمية تفصل مجموعة إنسانية عن مجموعة إنسانية أخرى تُشبهها تماماً، يحكمها شخص أو عائلة أو حزب أو ساسة ويظنون أنها مزرعتهم الخاصة!
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك