المقالات

تمرد أيلول 1961 جريمة كبرى وخيانة عظمى

1321 2020-09-14

 

مهدي المولى||

 

 اثبت بما لا يقبل أدنى شك ان تمرد 11 أيلول عام 1961 من قبل فئة ضالة معادية للعراق والعراقيين والمنطقة  بكاملها حيث  أدخل  المنطقة وخاصة العراق في فوضى عارمة وحروب وصراعات طائفية وعنصرية سهلت وساعدت  ومكنت أعداء الحياة والإنسان القوى الوحشية  بدو الصحراء ووحوشها   ال سعود ومرتزقتهم  ودعاة القومجية (الناصرية والبعثية )  إشعال نيران الفتن الطائفية والعنصرية   كان ضحيتها العراقيين الأحرار من كل الاطياف والأعراق وفي المقدمة العراقيين الاكراد   وفتحت على  العراق والعراقيين  باب جهنم في يوم دموي أسود ظلامي  يوم 8-شباط عام 1963   .

لا شك ان ثورة 14 تموز عام 1958 كان فتحا جديدا   ونقلة نوعية في  بناء الإنسان العراقي  الحر  وبناء عراق  حر مستقل  يضمن لكل العراقيين بمختلف أطيافهم وألوانهم وأعراقهم ومناطقهم  المساواة في الحقوق والواجبات ويضمن لهم حرية الرأي والعقيدة  وهذه أقرها وأعترف بها كل العراقيين الأحرار وفي المقدمة  العراقيين الأكراد وآمنوا بها ودافعوا عنها.

ثورة بدأت بقبر الطائفية والعنصرية الوحشية وحكم الفرد والعائلة والقرية وقالت العراق للعراقيين وهذا طبعا أغضب أعداء   الحياة والإنسان أعداء العراق من بدو الصحراء وبدو الجبل من دعاة العنصرية  القومجية  الوحشية.

 الغريب  تجمع كل أعداء العراق والعراقيين    سواء في داخل العراق او خارج العراق ابتداء بالدكتاتور فرعون مصر جمال عبد الناصر  وقذر الإردن  وأل سعود وأل صباح والحكومة التركية وشاه إيران   وبدو الصحراء المتمثلة بحزب البعث ومجموعة عبد الناصر وبدو الجبل المتمثلة بالزمرة البرزانية.

 رغم العداء الظاهري بين القومجية العربية  اي بدو الصحراء والقومجية الكردية اي بدو الجبل لكنهما سرعان ما  يتقاربان ويتحالفان ويتوحدان ضد اي خطر يواجه اي منهما.

 المعروف ان حكومة ثورة 14 تموز بدأت بثورة أصلاحية تجديدية في كل المجالات   ووحدت العراقيين جميعا وقضت على كل النزاعات والصراعات العشائرية والطائفية والعنصرية  وبناء دولة القانون وحكم القانون والمؤسسات القانونية .

فشعر أعداء العراق   ال صهيون  أمريكا  وبقرهم الحلوب  العوائل الفاسدة المحتلة للخليج والجزيرة وعلى رأسها  عائلة ال سعود بالخطر   لأن نجاح العراق يعني فشل  ونهاية  حكم هذه العوائل الفاسدة المحتلة.

لهذا تشكل حلفا غير متوقع  ضم بدو الصحراء زمرة البعث  وبدو الجبل   المتمثل بالزمرة العنصرية البرزانية  كما ضم حلفا بين  نظام فرعون مصر وبين البقر في الجزيرة والخليج بين قومجية عبد الناصر ووهابية ال سعود وهذا دليل على ان دعاة العنصرية في المنطقة هم عملاء لأعداء شعوبهم ومهمتهم تنفيذ  أجندتهم وكل ما نسمعه من شعارات مجرد أكاذيب وافتراءات لتضليل شعوبهم ومن ثم تدمير  أوطانهم وذبح شعوبهم.

ماذا حصلت العرب من شعارات الطاغية جمال عبد الناصر وماذا حصل العرب من حماقات ورعونة صدام القذافي ماذا حصل  الأكراد من  مغامرات  وحروب البرزاني  سوى الموت والفقر.

اي نظرة موضوعية لكل دعاة القومجية  سواء العربية او الكردية يتضح لنا أنهم عناصر فاسدة لا يحبون الا أنفسهم فقط ولا يمكنهم ان يتوحدوا على خطة معينة لأن كل واحد منهم يريد  الحصة الأكبر  فهل توحد عبد الناصر مع صدام مع القذافي مع الأسد   رغم إنهم نفس الشعارات  ونفس الأهداف   المعلنة الا أن أحدهم يتآمر على الآخر احدهم عدوا للآخر وكان الضحية الشعوب العربية التي لا حول لها ولا قوة.

وهذا ما حدث بالنسبة لقادة  القومجية الكردية  في شمال العراق  فكان أحدهم يتآمر على الآخر وأحدهم ينشر غسيل الآخر  وكل واحد يدعي انه المخلص   الصادق وغيره العميل الخائن  مما سهل للطاغية صدام ان يجعل منهم لعبة يتسلى بهم مرة يقرب هذا الطرف ويبعد  ذاك الطرف.

المعروف جيدا بعد غزو أمريكا للعراق وتحرير شمال العراق من قبضة الطاغية في عام 1991 حيث تهيأت ظروف ملائمة لأبناء المنطقة  الشمالية  لبناء منطقتهم وبناء أنفسهم الا ان الحروب والمنازعات بين قادة هذه المجموعة من أجل مصالحهم الخاصة  ومنافعهم الذاتية وعندما قرر أبناء الشمال التخلص من هؤلاء  الخونة والعملاء  أسرع  مسعود البرزاني الاستعانة بدو العراق  والعراقيين العرب والكرد الطاغية صدام وزمرته  وجيشه بغزو أربيل واحتلالها وتنصيب البرزاني شيخا على أربيل وبدأ بمطاردة الكرد العراقيين الأحرار  في  شمال العراق لولا  تصدي الحرس الثوري الإيراني وقوى المقاومة العراقية لتمكن من احتلال كل شمال العراق.

 وكما العرب كرهوا الوحدة العربية وكل من يدعوا اليها لا انهم لا يحبون الوحدة العربية الا  ان كرههم  لدعاة القومجية العربية وحقدهم عليهم جعلوهم يكرهون العرب والوحدة العربية  وهاهم أبناء الشمال الأحرار التفوا حول رئيس الحكومة الكاظمي في زيارته للشمال وطلبوا منه ان ينقذهم من المجموعات المسيطرة عليهم من المجموعات العنصرية.

 ومن هذا يمكننا القول ان تمرد أيلول عام 1961  كان السبب في كل ما جرى للعراق والعراقيين من مصائب ونكبات من جرائم وحروب من دمار وخراب من تأخر وتخلف من فتن وحروب وصراعات عشائرية وطائفية وعنصرية

هذه الحقيقة لا شك بدا العراقيون يدركوها ويفهموها ويعوها ،لا ضمانة للعراقيين جميعا الا بعراق ديمقراطي تعددي  عراق يحكمه القانون والمؤسسات القانونية،لا صدام ولا اردوغان ولا ال سعود ولا ال صهيون ولا عملائهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك