المقالات

هل نقول وداعا للجامعة العربية؟.

1466 2020-09-10

 

د. باسم العابدي||

حين ظهرت بوادر تفكك الاتحاد السوفيتي كتبت جريدة برافدا السوفيتية الشهيرة وفي نسختها الاخيرة قبل اغلاقها الى الابد مانشيتا عريضا يقول: وداعا ياعمال العالم, ذلك لان الاتحاد السوفيتي الذي بشر العمال على مدى اكثر من سبعين سنة بانتصار البروليتاريا وحكم العالم اصبح على يد ميخائيل غورباتشوف ومن بعده بوريس يلتسين (15) دولة تتسابق فيما بينها ايها يلحق اولا بالراسمالية الامريكية فلم يجن العمال ولم تجن دول الاتحاد من الاتحاد السوفيتي سوى الديكتاتورية والفقر والشعارات حتى اذا قال لينين حينها قالت باكو الاذربايجانية وطشقند الاوزبكستانية واذا ماقال ستالين فان صداه تردده دول اوربا المسيحية كلها.

التشابه كبير بين اجواء الاتحاد السوفيتي وفراغه من جهة المعنى والمحتوى وبين حال الجامعة العربية وغيابها المتلاحق عن قضايا العرب المصيرية فهي لم تخدم العرب منذ تشكيلها والى يومنا هذا بالاضافة الى ان الجامعة العربية فقدت خاصية الشراكة في القرار لتصبح مملوكة لبعض الدول العربية المنتفخة ماليا لتصدق النظرية القائلة: (من بيده المال بيده القرار) وهذا مادعا بعض الظرفاء للتندر ضد الامين العام للجامعة العربية ووصفه بالموظف في وزارة الخارجية السعودية الذي يستلم حقوقه منها راس كل شهر.

ان انحدار الجامعة العربية وتخاذلها تجاه القضايا العربية وصل الى حد الفضيحة حتى صارت صدى للاسرائيليين في تدوين القرار العربي, وما حصل في الاجتماع الافتراضي الاخير على مستوى وزراء الخارجية العرب حول عملية التطبيع الاماراتية الاسرائيلية ورفض ادانة التطبيع وفشل الفلسطينيين في اقناع العرب بعقد اجتماع للجامعة العربية لمنع التطبيع مع اسرائيل بسبب الفيتو السعودي البحريني على مشروع القرار الفلسطيني يعكس بشكل واضح هذا الانحدار والانحسار واقتراب الجامعة العربية من اشهار افلاسها السياسي والاخلاقي ,الامر الذي جعل وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني رياض المالكي يلوح بانسحاب فلسطين من الجامعة العربية.

من الواضح ان اسرائيل اصبحت لدى أكثر الدول العربية من ضمن الوجود الجغرافي والسياسي المشروع في المنطقة , وهذا يعني عدم استبعاد ولادة منظمة جديدة في المنطقة تحل محل الجامعة العربية تحت مسمى (الجامعة العربية العبرية) بانضمام اسرائيل اليها بعد التطبيع حينئذ تخرج الطبعة الجديدة لصحيفة  الشرق الاوسط السعودية بمانشيت عريض يقول: وداعا للجامعة العربية.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك