سعد الزبيدي||
كنت وأنا أسوق ظهيرة اليوم أتابع من إحدى محطات الإذاعة رجل دين وخطيب حسيني أحترمه وإذا به يهفو ثلاثة هفوات لا تغتفر كان أولاها أنه كان يتحدث عن بعض مجرمي التأريخ وتحديدا الحجاج وذكر أنه قتل ١٨٠ألفا غير أنه ذكر أن الحرب مابين العراق وإيران ١٩٨٠/١٩٨٨ كان يموت فيها يوميا ١٨٠ ألف عراقي !!! وهذا رقم خيالي لم تصل إليه ضحاياحروب الخليقة قاطبة وبعملية بسيطة سنجد أن مجموع القتلى (الشهداء) العراقيين على حد قوله خمسة مليارات ومئتين وستمائة وخمسين مليونا هذا يقارب من تعداد سكان الكرة الأرضية الآن وقد أكد على الرقم أكثر من مرة ولو صدق قوله لكان الآن كوكب الارض كله مقبرة لجثث العراقيين ولما اتسع الوطن العربي كله من المحيط إلى الخليج لكل هؤلاء القتلى (الشهداء).
الهفوة الثانية حينما كان يتحدث عن الخمر وإذا به يمدح الدولة (العراق)ويقول حرفيا :-ونحن والحمد لله دولة ملتزمة بالشريعة وقانوننا وحكومتنا تمنع بيع الخمور علنا وليس لدينا أماكن يتناول فيها الخمر !!!
وكانت اشارته واضحة لبعض دول الخليج التي يسافر مواطنوها لدول أخرى قريبة من أجل شرب الخمور وارتكاب الفواحش لأن دولهم المسلمة بالاسم فقط تمنع بيع وشرب الخمور بل إن بعضها فتحت أماكن في كثير من الفنادق لبيع الخمور وممارسة الفجور.
استغربت كثيرا علما بأني كثيرا ما كنت أسمعه ينتقد انتشار محال بيع الخمور وصالات لعب القمار والملاهي بصورة ملفتة للنظر وإننا نختلف عن كثير من الدول التي تدعي الاسلام ويسمح بها بيع وتناول الخمر .
تناقض عجيب وكلنا يعلم أن محال بيع الخمور إنتشرت في كل المحافظات حتى التي كنا لن نتخيل أننا سنجد محالا لبيع الخمور فيها في الجنوب وغرب العراق وقد لا يعلم الشيخ العزيز أن عدد محال بيع الخمور والملاهي وأماكن لعب القمار أصبح أكثر من عشرين ضعفا عما كانت عليه قبل ٢٠٠٣.
الهفوة الثالثة التي لا تغتفر أنه تحدث عن أولاد الحرام وعن التفسخ الأخلاقي والاجتماعي وعن الإباحية في بعض البلدان غير الإسلامية منها وعن الحرية وعدم وجود علاقات شرعية وعدم وجود عقود زواج تصون كرامة الإنسان وتحدث عن الإنحلال الخلقي الذي سمح للنساء بالزواج بأكثر من واحد في وقت واحد وعلى حد علمي أن هناك دولتين أو ربما ثلاث تبيح زواج النساء بأكثر من زوج من بينها الصين وربما النيبال والهند وقال أن خطر أولاد الحرام أشد خطرا من قنبلة هيروشيما وأقسم وأكد على ذلك .
تبادر إلى ذهني كل أولاد الحرام الذين يحكمون الغرب في أوربا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا والصين واليابان وكوريا الجنوبية والذين كحالنا شعوب يحكمنا أولاد الحلال نتمنى أن نهرب ونهاجر ونجازف بحياتنا ونعبر البحار من أجل أن نصل إلى أوطانهم أولاد الحرام الذين وصلوا ببلدانهم إلى أبعد نقطة في الكون وأرتقوا ببلدانهم نحو الذرى وحققوا الرفاهية والعدالة والمساواة والتكافل والضمان الاجتماعي لمواطنيهم وتفوقوا في كل الميادين وتحكموا في اقتصاد الكون ولولا اختراعات أولاد الحرام لما كتبت مقالتي وأنتشرت بهذه السرعة يراها ملايين البشر ممن يشاء على هذه المعمورة .
فكرت كثيرا في أولاد الحرام فلولاهم لما تنعمنا بهذه البرودة التي أنعم بها وأنا أجلس تحت مكيف الهواء (كرافت )وأشرب ماء مثلجا من ثلاجة (سام سونج) بقدح صيني وأشاهد منشوراتكم من على شاشة لاب توب( دل) وأتواصل معكم بواسطة موبايل (آي فون) وأرتدي بدلات إيطالية وأنتعل أحذية أسبانية وساعات سويسرية وأضع عطورا فرنسية وأسوق سيارات يابانية وأجلس على مقاعد تركية ونصف حاجيات بيتنا صينية وإذا مرضت أعالج نفسي بأدوية هندية ودولنا تحمي نفسها بأسلحة روسية ونظريات حكمنا إما شيوعية أو رأسمالية .
بحثت كثيرا عما ينتجه أولاد الحلال في يومنا هذا فلم أجد سوى أنهم بارعون بالنفاق والدجل والكذب والخيانة وشهادة الزور والحديث بلا جدوى واغتيال الوقت والعيش في الماضي ولولا أنهم وجدوا على أرض تدر عليهم مليارات بنفط يستخرجه أولاد الحرام من الأمريكان والهنود ويخدم ساداتهم أولاد الحلال من البنغلاديشيين لكنا بفضل أولاد الحلال من حكامنا كأجدادنا قبل آلاف السنين بدو رحل نتقاتل على الماء والكلأ.
ما الذي قدمه أولاد الحلال لشعوبهم شيخنا الفاضل سوى الفقر والجهل والتخلف والمحسوبية والقتل والدمار والتهجير؟!!!
اللهم ارزقنا بابن حرام يحكمنا كمثل أولاد الحرام الذين يحكمون كثيرا من شعوب الأرض الذين ذكرت سابقا فقد إكتفينا وعزتك وجلالك من أولاد الحلال .
الكاتب المحلل السياسي .