المقالات

ماكرون بين بيروت وبغداد..ستراتيجية واحدة وتكتيك مختلف

1784 2020-09-03

 

🖋  قاسم سلمان العبودي ||

 

تندرج زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون لبغداد في أطار تدعيم الدور الأمريكي في العراقي ببقاء قواته حتى تحقيق آخر هدف من أهداف تواجده في العراق  ، و الذي تطالب القوى السياسية الشيعية بالخروج من العراق بحسب القرار البرلماني القاضي بسحب واشنطن لقواتها .

وقد لمح ماكرون في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس العراقي برهم صالح ، الى ذلك من خلال تصريحه ، ان المعركة على الأرهاب ( داعش ) لازالت مستمرة ، وأن فرنسا تريد مساعدة بغداد وتسليح جيشها لمواجهة التحديات الأرهابية بحسب قوله .

هذا من جهة ، ومن جهة أخرى هناك شد وجذب بين الحكومتين الفرنسية والتركية بسبب تدخل الأخيرة في ليبيا ، التي تعتبرها فرنسا خزان النفط الذي يغذي باريس وضبط الهجرة الغير شرعية الى أوربا والتي تنطلق من الشواطيء الليبية .

فضلاً عن ذلك قيام تركيا بالتنقيب في البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل اليونانية والقبرصية التي ترتبط باريس بهذه الدولتين بأواصر علاقة جيدة .

 يبدو دخول تركيا لشمال العراق ، أصبح الشماعة التي تعول عليها باريس للحد من النفوذ التركي في مناطق متفرقة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا  ، بأرسال رسالة مشفرة من بغداد الى أنقرة .

مقارنة ً بين زيارة بيروت وبغداد ، من الممكن أن نلمس الآتي :

فقد غمز ماكرون حزب الله اللبناني في زيارته الأخيرة الى بيروت بأعتبار الحزب مشارك في حكومة منتخبة ، ويجب التعامل معه كواقع حال ولم يتطرق لسلاحه .

يعتقد ماكرون ، أنه ربما تكون هناك مغامرة تركية قد تطال شمال لبنان بدخول الجيش التركي للساحة اللبنانية على غرار دخوله الى الأراضي السورية في وقت سابق . وحال حصول ما يتوقعه فأنه حزب الله الذي بنى نفسه عقائدياً ، قطعاً لن يسمح بذلك أطلاقاً ، وستكون هناك حرباً بين الجيش التركي وحزب الله .

طبعاً الموضوع مختلف تماماً على ( الجبهة ) العراقية المزارة من قبل ماكرون . أنه يتعمد غمز الحكومة العراقية بموضوع هيبة الدولة ودعمه للسيادة في محاوله منه لأبداء التأييد والتعضيد في محاولة الكاظمي لنزع سلاح فصائل المقاومة العراقية ، وما نغمة التحشيد الدولي الداعم لرئيس الوزراء العراقي ، والذي أطلقها ماكرون ألا دفع بهذا الأتجاه .

وهناك سبب آخر ربما يكون  مستتر وغير واضح الملامح ، وهو فصم العلاقة العراقية الأيرانية ، والذهاب بالعراق بأتجاه الحضن الخليجي ، الذي يهرول قادته هذه الأيام بالتطبيع الكامل مع الصهاينة ، ليصبح بعد فترة ضمن الفلك الخليجي ، لتمرير صفقة القرن سيئة الصيت ، والتي تحاول واشنطن تمريرها قبيل الأنتخابات الأمريكية القادمة .

 أعتقد أن الأنكفاء الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط ، فضلاً عن الهزائم في الداخل الأمريكي ، أعطت لماكرون الضوء الأخضر بالتحرك في منطقة الشرق الأوسط ، وتحديداً العراق ولبنان لتشابه التجربة بين البلدين الذين يعانيان من الأنقسامات السياسية الداخلية والمحاصصاتية الشيء الكثير ، بأكمال ما بدأته واشنطن في مشروعها الكبير في منطقة  الشرق الأوسط . 

كثير من الخفايا ربما ستظهر في الأيام القادمة لزيارة الرئيس الفرنسي والتي لازلت داخل الأروقة المغلقة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك