المقالات

ماكرون بين بيروت وبغداد..ستراتيجية واحدة وتكتيك مختلف

1660 2020-09-03

 

🖋  قاسم سلمان العبودي ||

 

تندرج زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون لبغداد في أطار تدعيم الدور الأمريكي في العراقي ببقاء قواته حتى تحقيق آخر هدف من أهداف تواجده في العراق  ، و الذي تطالب القوى السياسية الشيعية بالخروج من العراق بحسب القرار البرلماني القاضي بسحب واشنطن لقواتها .

وقد لمح ماكرون في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس العراقي برهم صالح ، الى ذلك من خلال تصريحه ، ان المعركة على الأرهاب ( داعش ) لازالت مستمرة ، وأن فرنسا تريد مساعدة بغداد وتسليح جيشها لمواجهة التحديات الأرهابية بحسب قوله .

هذا من جهة ، ومن جهة أخرى هناك شد وجذب بين الحكومتين الفرنسية والتركية بسبب تدخل الأخيرة في ليبيا ، التي تعتبرها فرنسا خزان النفط الذي يغذي باريس وضبط الهجرة الغير شرعية الى أوربا والتي تنطلق من الشواطيء الليبية .

فضلاً عن ذلك قيام تركيا بالتنقيب في البحر الأبيض المتوسط قبالة السواحل اليونانية والقبرصية التي ترتبط باريس بهذه الدولتين بأواصر علاقة جيدة .

 يبدو دخول تركيا لشمال العراق ، أصبح الشماعة التي تعول عليها باريس للحد من النفوذ التركي في مناطق متفرقة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا  ، بأرسال رسالة مشفرة من بغداد الى أنقرة .

مقارنة ً بين زيارة بيروت وبغداد ، من الممكن أن نلمس الآتي :

فقد غمز ماكرون حزب الله اللبناني في زيارته الأخيرة الى بيروت بأعتبار الحزب مشارك في حكومة منتخبة ، ويجب التعامل معه كواقع حال ولم يتطرق لسلاحه .

يعتقد ماكرون ، أنه ربما تكون هناك مغامرة تركية قد تطال شمال لبنان بدخول الجيش التركي للساحة اللبنانية على غرار دخوله الى الأراضي السورية في وقت سابق . وحال حصول ما يتوقعه فأنه حزب الله الذي بنى نفسه عقائدياً ، قطعاً لن يسمح بذلك أطلاقاً ، وستكون هناك حرباً بين الجيش التركي وحزب الله .

طبعاً الموضوع مختلف تماماً على ( الجبهة ) العراقية المزارة من قبل ماكرون . أنه يتعمد غمز الحكومة العراقية بموضوع هيبة الدولة ودعمه للسيادة في محاوله منه لأبداء التأييد والتعضيد في محاولة الكاظمي لنزع سلاح فصائل المقاومة العراقية ، وما نغمة التحشيد الدولي الداعم لرئيس الوزراء العراقي ، والذي أطلقها ماكرون ألا دفع بهذا الأتجاه .

وهناك سبب آخر ربما يكون  مستتر وغير واضح الملامح ، وهو فصم العلاقة العراقية الأيرانية ، والذهاب بالعراق بأتجاه الحضن الخليجي ، الذي يهرول قادته هذه الأيام بالتطبيع الكامل مع الصهاينة ، ليصبح بعد فترة ضمن الفلك الخليجي ، لتمرير صفقة القرن سيئة الصيت ، والتي تحاول واشنطن تمريرها قبيل الأنتخابات الأمريكية القادمة .

 أعتقد أن الأنكفاء الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط ، فضلاً عن الهزائم في الداخل الأمريكي ، أعطت لماكرون الضوء الأخضر بالتحرك في منطقة الشرق الأوسط ، وتحديداً العراق ولبنان لتشابه التجربة بين البلدين الذين يعانيان من الأنقسامات السياسية الداخلية والمحاصصاتية الشيء الكثير ، بأكمال ما بدأته واشنطن في مشروعها الكبير في منطقة  الشرق الأوسط . 

كثير من الخفايا ربما ستظهر في الأيام القادمة لزيارة الرئيس الفرنسي والتي لازلت داخل الأروقة المغلقة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك