المقالات

ضياع التشرينيين في بحر ليس لهم فيه قارب..!  


عمار محمد طيب العراقي||

 

أمس وفي زحمة بحر الولاء الذي تتلاطم أمواجه في كربلاء، حيث إستعاد العراقيون ما فقدوه طيلة العام الماضي على يد حلف الجواكرة من مواقع، هذا الحلف حاول أن يغزو كربلاء مجددا، حينما تقمص بعض من فلوله دور الضحية، فرفع صور قتلاه من الفاسدين والمارقين وشاربي الخمور في الصحن العباسي الشريف، الذي كان سدنته وخدمه في أعلى مستويات رباطة الجأش والتسامح، حينما سمحوا لهذه الفلول أن تمر دون حساب، ليضيع هذا النفر التتشريني الضال في بحر ليس لهم فيه قارب أو سفينة، فغرقوا بالتيه، كما هو شأنهم أبدا..غرقوا وهم يرددون أن العراقيين قتلوا الحسين..!

 مازلنا نقرأ أو نسمع من بعض الذين أرتدوا أقنعة الثقافة، ما كانت تردده لقرون طوال، ماكنة الدعاية السفيانية، ومن بعدها المروانية، ثم ماكنة إعلام بني العباس، من أن الشيعة والعراقيين هم من قتل الحسين عليه السلام!

تلك فرية تظليلية، وأسلوب ديماغوجي؛ لطالما دأب عليه القتلة والمجرمين، بألصاقهم ما ارتكبوه من آثام بالضحية ذاتها! مثلهم مثل الذي يقول: أن الحسين ما قُتل؛ إلا لأنه ألقى بنفسه بالتهلكة، وأنه ما كان له أن يخرج من مدينة جده رسول الله قاصدا العراق، خارجا على إمام عصره، وخليفة رسول الله، وظل الله في الأرض، الذي هو يزيد بن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وأرضاه! بل أن منهم من قال: أن الحسين قتل بشريعة جده، التي تبيح للحاكم الذي هو ولي الأمر أن يقتل من يخرج عليه، مثلما قال بيان ورثة يزيد في هذا العصر" تنظيم دولة العراق والشام الإسلامية(داعش)" وعلى أعتبار أن "الجماعة" مع الحاكم، وأن من يخرج على الجماعة فقتله واجب شرعا.

وضع لهم أبو هريرة "رضي الله عنه وأرضاه أيضا"!، والذي كان مستعد دوما لتفصيل أحاديث على المقاس! حديثا بهذا المعنى:"يد الله مع الجماعة ومن شذ فألى النار!"..أو"من اراد ان يفرق امر هذه الامة وهي جمع، فاضربوه بالسيف كائنا من يكون" وطبعا هذا "الكائن من يكون" لن يكون المقصود به إلا الحسين عليه السلام، لأن "الكائن من يكون لا يقصد به إلا الممتنع عن الإحتمال أو الحدوث، كأبعد الأحتمالات!! أو" “من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم ويفرق كلمتكم فاقتلوه". على أعتبار أن البيعة قد عقدت "للخليفة" يزيد وقضي ألأمر وباتت طاعته واجبة، ومن يشق عصا الطاعة عليه، فإن قتله عملية حتمية مفروغ من وجوبها، حتى لو كان المعني بها، الحسين إبن بنت رسول الله وريحانته، وسيد شباب أهل الجنة وليس غيره! وقتله أمر بديهي بأمر جده...

عودا على ما قدمناه في البداية، فها هو التاريخ يثبت أن الشيعة هم ضحية العدوان الطغموي على مر العصور، وهم المقاومون للطغاة وطغمهم ابدا، وليس هناك من حادث واحد يفيد بخيانة الشيعة لأئمتهم عليهم السلام، بل على العكس، كانوا ومابزالون قوافلا تتزاحم على الموت من أجل القضية الحسينية، وليس معقولا أن يكون الذين على مبعدة 1442 عام من الحسين، الذين هم نحن، على هذه الدرجة من الولاء والحب، والفهم الواعي للقضية الحسينية، فيما الذين كانوا في عصره أقل ولاءا وحبا..

قلبنا صفحات التاريخ، وقرأنا ثبتا بأسماء الذين داست سنابك خيلهم صدر الإمام الشريف ظهيرة العاشر من محرم عام 61 للهجرة، فما وجدنا فيهم عراقيا واحدا، لا نسبا ولا حسبا، ولا إنتماءا ولا ولاءا..

الحسين قتله الصف السفياني وهو يقتله اليوم، ويقتل من يواليه كل يوم، ولن يستطيعوا التبريء من دمه مهما فعلوا، وهم صف يساقون زمرا الى النار،﴿وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ﴾، فيما نقف على الأعراف بحب الحسين عليه السلام......

قد لا نعرف إلى أين نحن ذاهبون، لكن ربما كان مفيدا لنا أن نعرف على الأقل أين نقف الآن؟

شكرا..

31/8/2020

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك