المقالات

تماسك الجبال..!

1501 2020-08-28

 

الشيخ باسم العابدي||

 

التماسك الذي ظهر في عاشوراء ليس له مثيل في التاريخ وحتى في عصر النبي صلى الله عليه واله لاسيما بوجود قرائن تشير إلى ان المعركة ستفضي إلى الموت حتما فلم يتزلزل رجل واحد من أسرة الامام الحسين عليه السلام أو من أصحابه فيما أخبر القران الكريم عن بعض أصحاب النبي أنهم خافوا وتخاذلوا وعصوا أوامره بسبب الخوف أو بسبب الطمع ومن ذلك قوله تعالى: ( إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا). وقوله تعالى: (هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا ).

الملفت أن العدو لم يفهم هذا المعنى من التماسك في معسكر سيد الشهداء ففاتحوا القمة في الوعي ابا الفضل العباس بالانضمام اليهم ظنا منهم  أن هذه القلوب الواعية قابلة للانشقاق والزيغ عن أبي عبد الله مع انهم سمعوا لمن هم دون العباس في الفضل والوعي والوفاء مثل هذه الخطابات والارجوزات: ( والله ان قطعتموا يميني ابقى احامي ابدا عن ديني) أو قول زهير( لو قتلت ثم احييت ثم قتلت ثم أحييت يفعل بي ذلك مئة مرة ماتركتك ياحسين) .

الخاصية المهمة في ثورة الامام الحسين حياتها المتدفقة بالتجدد واستمراريتها والتاسي بها والاستمداد منها وهذا مفاد قول بعض علمائنا: (كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء).

ومن هنا يمكن المقاربة مع الحالات النفسية والتضحية لدى انصار سيد الشهداء وماقدمه علماء المسلمين وأتباعهم المخلصين فقد ورد أن البعثيين اغروا الشهيد الصدر بالانضمام إلى حزب البعث الا ان مشهد العباس كان حيا في روحه فقال: ( لو كان اصبعي بعثيا لقطعته).

 كما أن المقاومين في جنوب لبنان ضد إسرائيل  والمجاهدين في الموصل والانبار ضد داعش كانوا يبتسمون للشهادة ويركضون نحو الموت باكين شوقا وطاعة  تاسيا بشجاعة انصار الحسين بمباركة فتوى السيد السيستاني والسيد الخامنئي.

بالمقابل يحصل المشهد نفسه من اغراءات وتضليل اعلامي وتدليس تمارسه قوى الاستكبار المعاصرة بادواتها من العرب والمسلمين الخونة والمطبعين.

الأمر الاخر الجدير بالانتباه هو عدم تمكن المخابرات الأموية واعلامها من تجنيد أي عنصر من عناصر معسكر الحسين عليه السلام أو خداعهم في حال تمكنت المخابرات الأمريكية واتباعها من إدخال حصان طروادة إلى قلب معسكر المظلومين فيجب أن يكون هذا مؤشرا خطيرا يحمل المسلمين بعامة والشيعة بخاصة على مراجعة دائمة لمواقفهم ومدى اقترابها من اي من المعسكرين معسكر الحسين عليه السلام أم معسكر الأمويين؟! .

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك