المقالات

عندما تفقد الناس البصيرة لاتدرك مايحاك لها .

1763 2020-08-27

د علي الطويل||   عندما وصل مسلم بن عقيل عليه السلام الى الكوفة مبعوثا من قبل الامام الحسين عليه السلام ، بعد ان رسائل  بعثوها اليه يحثونه الى القدوم الى الكوفة ويبايعونه ويرفضون بيعة يزيد  ، عند ذاك  بايع مسلم  ثمانية عشر الف شخص ليكون اميرا عليها ضد يزيد واتباعه وعطوه من المواثيق ما جعل مسلما يسعد بها ويبني عليها بالمواجهة مع الطاغوت  ، ولكن اغلب هؤلاء كانوا مدججين بالعواطف ، وغير مسلحين بالعقول ، وما ان وقعت المواجهة لم يبقى معه منهم ولا حتى فردا واحدا ، والسبب  الاول في ذلك ان ايمانهم كان غير راسخ في قلوبهم ، ولم يكونوا على بصيرة من امرهم فاخذهم عصف الدهاء والخبث ( والحرب الناعمة ) والاشاعات التي بثها بن زياد ووصل الى الكوفة وتامر عليهم بخديعة قل نظيرها في التاريخ استنادا الى نتائجها الخطيرة . فقد بث بن زياد خبر وجود جيش جرار قدم من الشام لقتال الكوفيين ، وكان انتشار الخبر بواسطة ( الطابور الخامس ) وجواسيس بن زيادة و( عملائه) في الكوفة كانتشار النار في الهشيم  ، وادت هذه الاشاعة التي اعدت باتقان كبير نتيجة خبث يقف ورائها ، ادت دورها في تثبيط عزيمة هؤلاء وتراجعهم عن موقفهم ،  حتى دخل بن زياد الكوفة ملثما ، وبعد ان استتب له الحكم ، عمل السيف فيهم بحقد واجرام لامثيل له ، وعند ذاك بدات الندامة وبدا الويل والثبور ولكن كان الجميع وكانهم في غيبوبة وفقدان للوعي ولم يسال احد نفسة الاتي . 1. كيف ياتي جيش من الشام وابن زياد ياتي ملثما ووحده دون ان ينتظر ينتظر جيش الشام مع وجود المخاطر . 2. لم يسال الناس عن اخيار الكوفة وعلمائها البارزين لماذا لم يستقبلوا ابن زياد ولم يداهنوا معه او يبايعوه  3.لم يراجع احد نفسه كيف ارسلوا الكتب والمواثيق للامام المفترض الطاعة ، وكيف نكثوا بيعتهم لالشيء الا من جراء خدعة او نتيجة اغراءات  والنتيجة كانت انهم وقعوا بمصيدة الخديعة وفخ الخبث وبذلك خسروا الدنيا التي تاملها بعضهم من جراء تصرفه هذا ، او نتيجة الخوف الذي الم بهم نتيجة اشاعة لااكثر ، وخسروا الاخرة نتيجة نكثهم بيعة مسلم بن عقيل . وما فائدة الندم عندما يسوق الناس انفسهم الى المهالك دون وعي او بصيرة او اعتبار وتحليل للوقائع . وعندما لايكون الناس على بصيرة من امرهم فانهم يفقدون البوصله حتى يتيهون عن الحق اولا ويتيهون عن مصالحهم ثانيا ويقعوا في فيما لايتوقعون او يحتملون ، والمهم في كل ذلك هل كان ذلك عبرة لما بعدهم، ام كان التاريخ مصباحا للحاضر والمستقبل؟  ، فعندما لايكون التاريخ مفتاحا لذلك فان الناس ستبقى في تيهها وتبقى في غيبوبتها ، فالتاريخ كله عبر وسنن ، وكما يقال ان التاريخ يعيد نفسه بل ان حوادثه تتكرر في كل زمان ، وصاحب البصيرة من لاينخدع في كل مرة . 26/8/2020
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك