محمد الكعبي||
{... قُلْ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} سبأ / 24.
اسكت انت كافر، كلا انا اخالفك الرأي، اخرس انت عميل, لا انا احمل فكراً، كفى انت خائن, بل انا لا اتفق مع افكارك، ارجوك اسمعني قبل ان تصدر احكامك علي, فتقلتني الجهلة.
الحوار نعمة من نعم الله تعالى وقد حاور الله الملائكة وابليس وكان حوار بقمّة الرقي، وانه سبيل الانبياء والحكماء { ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}. ، ولولا الحوار لما تقدمت المجتمعات ولتجمدت الافكار وتراجعت البشرية.
الحوار هو عملية حضارية للتعبير عن الحالة الفكرية للمجتمع الانساني، والمتعنت يصعب عليه ان يتعايش مع اقرانه، تنكشف مكنونات الانسان وحجم ما يحمل من وعي عند التكلم، والحوار منهج تربوي لتكوين قناعات تدريجية مجتمعية كما ينمو النبات بشكل تدرجي، لان الحوار حركة فكرية يعقلن لنا الاختلاف بين الناس، وهو عملية ألسَنَة الفكر بشكل عقلاني ليكون انسجام بين الاطراف وان حصل الاختلاف، وليس بالضرورة القبول بكل ما أقول، اختلاف المنهج أو السلوك أو النتيجة يؤدي إلى تباين الافكار.
الفكر مفتاح تقدم الامم و الحوار يعبر عن الافكار التي يحملها كل انسان ومن خلاله تزداد المعرفة وتتلاقح الافكار وتنضج الرؤى وتنكشف مكنونات المسائل، ومن عوامل السلم المجتمعي ان تسوده لغة الحوار البناء من خلال الاحترام المتبادل وفق المشتركات.
الانسان مفكر و اجتماعي في طبعه وللحوار والجدل والنقاش حضور فاعل ومهم في مفاصل البناء التنموي والحضاري في مسيرته، صديقي العزيز لا تحجر على أفكارك ولا تكفرني فانا وانت نتفق ونختلف، فتعال نتحاور بالدليل والبرهان حتى وان لم نصل الى التوافق المنشود, هناك من يعبد البقرة التي آكلها انا , لكن في نفس الوقت اتفق معه في كثير من المسائل.
كل منا يحمل أفكار ومعتقدات ومباني نتيجة البيئة والدين والمجتمع والوراثة كلها تدخل في بلورة قناعاتنا حتى حواسنا، الارض، الهواء، دراستنا وعلاقاتنا كلها لها مدخلية في صياغة المفاهيم والافكار فنحن ابناء المجتمع والبيئة نتأثر ونؤثر بمن حولنا و نختلف وما افكارنا الا نتيجة لتلك المقدمات.
اعطي يا أخي أو يا نظيري من نفسك وتنازل من عرشك وتعال نجلس معاً ونتصارح ونتحاور بلا تعصب، خُذ مني واعطني ليس بالضرورة أن انصهر بك او انت تفعل ذلك، الانسان الناجح هو الذي يجيد الاستماع ويجيد لغة الحوار الهادئ والهادف ويقبل النقد، المهم ان تكون انسان تحمل انسانيتك بين جنبيك في تعاطيك مع الموافق والمخالف، ليس بالضرورة ان تنتصر وان كان له لذه وحلاوة، لكن تغيير القناعات صعب ويحتاج إلى وقت ومقدمات ومهارات ومحاولات وجد واجتهاد واذا لم تستطع ان تقنعني بما تريد فتبقى أخي أو نظيري الذي اشترك معك بالكثير، فأفهم ارجوك.
https://telegram.me/buratha