المقالات

إصبع على الجرح..نحن والحسين عليه السلام ..

1637 2020-08-22

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

كل احتفال او احتفاء او احياء لمناسبة معينة يقال عنها احتفالا بمناسبة ذكرى ذلك الشيء . فجميعها احتفال بذكريات ثورة او انقلاب او نكبة او انتصار او هزيمة او كارثة او ميلاد او وفاة او اي شيء كان ومهما كان وكيفما يكون بإستثناء مراسيم عاشوراء وثورة الإمام الحسين عليه السلام وواقعة الطف .

مناسبة مضى على احيائها قرابة ال1400 عام . مئات السنين مرت وستمر والحسين عليه السلام حقيقة نعيشها ووجدان نحسه ونبراس يهتدى به وشعار وراية وثورة  وليس ذكرى كأي ذكرى او مناسبة كأي مناسبة.

 لو نظرنا اليوم وتتبعنا مساحة احياء ذكرى مصيبة كربلاء فإننا نرى راية الحسين عليه السلام خفاقة عالية في القارات الخمس  وبكل اللغات وعند كل الأمم ولا يمكن ان نجرد ذلك من بديهة الإرادة الإلهية التي شائت ان تجعل منها مصداقا للشعار الخالد والذي يؤرق الطواغيت واعداء الحق والجبابرة (كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء) .

 لا نأتي بجديد إذا ما قلنا إن العطاء الحسيني تجاوز إفقه كل الكرامات وما تحتحمل العقول وتتوقع الأبصار فكل من نصب العداء له ولمحبيه ومن شايعه آل مصيره الى الذل والخزي في الدنيا والعذاب وبئس المصير في الآخرة إنطلاقا من العهد الأموي المنحرف الضال وقصاص السماء من اللعين يزيد الذي تقطعت اوصاله فوق فرسه في الصحراء ولا قبر ولا ذكرى ومرورا بالحقبة العباسة وانتهاء بعبد السلام عارف الذي وعد المرجعية بإنه سيذهب للبصرة ويعود ليمنع كل ذكر للحسين فأحترقت طائرته هناك وقالوا عنه (صعد لحم نزل فحم ) ومن ثم جرذ الحفرة المقبور صدام وقبله صهره حسين كامل الذي خاطب الإمام الحسين بقوله (انا حسين وانت حسين وسنرى من ينتصر) حيث كانت خاتمتهم الذل والهوان والإحتقار .

 اليوم صرنا الأحوج والأفرض والأوجب ان ننقل حبنا للحسين وما نحسه به في وجداننا للحسين ودموعنا للحسين وحزننا على الحسين عليه السلام وزيارتنا له الى معطيات ترسم واقع مفردات العمل في حياتنا التي تتلاطمها امواج الصراع والخلاف والإختلاف . نعم لا يجوز ولا يصح ولا يمكن ان يكون شعارنا هيهات منا الذلّة ونحن نركن لذل الفاسدين واللصوص ونكون رهن إرادة اعداء الحق وأنصار الباطل .

 لا يمكن لنا ان نحب الحسين عليه السلام ونعادي من اعطى دمه ثمنا لتحرير الأرض وحفظ العرض ابطال الفتوى الحسينية الخالدة للمرجعية الدينية العليا . لا يمكن ولا يجوز ولا يصح أن نحب الحسين ونبكي عليه ونحن لا نصلي او نكذب اولا نكون القدوة والمثال في النظام والنظافة والصبر والتحدي .

 أملنا كبير بأولادنا من الشباب الذين أخذتهم فوضى الزمن الرديء وتسايروا مع ما يخطط ويريد اعداء الحسين ان يكون محرم الحرام فرصة للعودة والصحوة والإنتفاض ليكونوا اشبالا حسينيين بإمتياز.

 أخيرا وليس آخرا أذكر لكم ما عشته في واحدة من كرامات حسينية حيثت تعرضت في العام 1996 الى جرح في قدمي الأيمان بين ابهامي والخنصر ولإنني مصاب بالسكري التهبت قدمي حتى فاحت رأئحتها وبعد أيام قرر الطبيب ان يقطع القدم من فوق الأصابع  وتم احالتي لغرفة العمليات فخرجت على مسؤوليتي ولم اجري العملية وتوجهت الى بيت صديقي قاسم في الكاظمية واسترحت عنده وكنا نستمع الى محاضرة للدكتور أحمد الوالي من إذاعة طهران حيث كان الشيخ الوائلي يتحدث عن مسيرة السبايا وكيف إن الرمح الذي يحمل رأس الحسين عليه السلام توقف ولم يستطيعوا تحريكه وعندما أخبروا  الإمام علي السجاد عليه السلام  قال لهم دققوا في الأطفال اليتامى  فبحثوا فلم يجدوا الطفلة خولة وقد تاهت بعيدا عن القافلة فنظروا الى الجهة التي تنظر اليها عيني الحسين عليه السلام فوجدوا الطفلة هناك واعادوها . هذا المقطع من مسيرة السبايا ابكاني بحرقة وانهالت دموعي حتى مسحت عيناي بأصابعي ومن ثم مسحت اصابع قدمي بالدمع وغفوت دقائق معدودة فصحوت لأتفاجئ بأن قدمي سليمة ولله الحمد وكأن شيئا لم يكن ببركات ابي عبد الحسين عليه السلام  .

 السلام عليك سيدي ومولاي ابا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك وماجعله آخر العهد مني ورحمة الله وبركاته .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك