المقالات

الطليعة تتظاهر والحكومة صامتة

1459 2020-08-21

حافظ آل بشارة||

 

ازدادت مساحة التظاهرات ، واشتدت المطالبات والمرابطون في الشارع الآن هم ليسوا من اصحاب البسطيات او عمال البناء او سواق الستوتات ، بل هم طليعة الجيل الشاب في البلد انهم خريجو الكليات وحملة الشهادات العليا ، عندما تتفشى البطالة في الشريحة الجامعية فهذا يعني ان البلد منحدر الى قعر خطير فالجامعات تعد المتخصصين وترميهم في الشارع ! الدولة تنفق ، والأسرة تنفق لأجل اتمام التعليم الجامعي والدراسات العليا ، لكن المتخرجين بلا وظائف ولا حقوق ، انهم غاضبون ومتألمون ولا يجدون من يتعاطف معهم ، الدولة تواجه احتجاجات الخريجين بصمت.

 الدولة لم تشعر بحجم المشكلة عندما ترى أكثر من جيل من الخريجين وحملة الشهادات العليا بلا وظائف ولا مستقبل ، ليس هناك رؤية حكومية لحل المشكلة ، وقد تكاثرت المطالب الساخنة على طاولتها وكلها مطالب مالية في زمن الافلاس والوباء والأزمة السياسية ، يقال ان هناك ٨ ملايين نسمة يتسلمون رواتب من الحكومة ، ولم تعد عوائد النفط كافية لدفع الرواتب ، الحكومة تصرفت طيلة سنوات بلا هيكلية اقتصادية فهي ببساطة تبيع النفط لتوزع عوائده كرواتب للناس وموازنات للوزارات والمحافظات تختفي ولم ينتج عنها لا اعمار ولا خدمات.

 الآن بدأت آثار هذه السياسة الساذجة تظهر ، لم ينفذوا تنمية شاملة ولم يصنعوا قطاعا خاصا ولم يدعموا القطاعات الاقتصادية الخدمية والانتاجية التي تمتص البطالة وتحيي الاقتصاد ، حاليا الحكومة مطالبة باضافة ملايين اخرى الى قائمة الملايين الذين يعيشون على الرواتب ، وهذا ليس حلا لانها عاجزة عن الدفع ، ولم يعد الوقت مناسبا لتنفيذ حلول جذرية لأن اي حل يتطلب تمويلا هائلا قبل ان يعطي نتيجة ، ذهبت فرص الحل مع الموازنات الانفجارية التي تدفقت قبل سنة ٢٠١٤ والتي تقاسمتها اطراف المحاصصة ، حكومة مصطفى الكاظمي ليست مسؤولة عن هذه الأزمة بل هو وارث لها من اسلافه ، وليس في جدول اعمالها سوى اجراء الانتخابات المبكرة وتوفير الظروف الأمنية والسياسية والادارية لاجراءها ، المتظاهرون يعرفون هذه الحقيقة ولكن ليس لديهم بديل عن الاحتجاج.

اقل ما يمكن ان تفعله الحكومة الآن ان تضع خطة للتنمية الشاملة تعتمد احياء القطاعات الاقتصادية المدرة للدخل التي تحرر العراق من الاقتصاد النفطي الاحادي ، فهناك الزراعة والصناعة والتجارة والاعمار والسياحة على ان تتولى الوزارات المختصة تنفيذ هذه الرؤية باشراف صارم من مجلس النواب ، واعتماد شركات اجنبية لتنفيذ البنى التحتية وتشغيل العراقيين فقط في مشاريعها ، وتكون الحكومة المقبلة التي تأتي بعد الانتخابات ملزمة بتنفيذها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك