المقالات

إيران وهندسة النظام العالمي الجديد

1737 2020-08-18

🖊ماجد الشويلي||

 

انتهت الحرب الباردة بتفوق الولايات المتحدة الامريكية وتفردها بقيادة العالم . ولم يكن بوسع أحد حينها ليجاهر بعدائه لامريكا أو معارضته لسياستها الاستكبارية في العالم . حتى الصين التي كانت تضمر امتعاضها من سياسات الولايات المتحدة ، كانت منخرطة  ولا زالت بتوافقات سياسية واستثمارات  اقتصادية كبرى معها . الروس لم تبرز لهم مواقف تعرقل عجلة احكام السيطرة الامريكية على العالم . وحدها ايران التي لم يجمعها مع امريكا توافق سياسي او اقتصادي بالمرة.  بل وحدها أيران التي كانت ولازالت تجاهر بعدائها لامريكا ، وتصرح علانية بسعيها لافشال المخططات الامريكية في المنطقة . كل المشاريع التي كانت أمريكا تعمل على تدشينها في المنطقة ، كانت لها انعكاسات مباشرة وغير مباشرة على الامن والاقتصاد العالمي . ولم يكن بمقدور احد ليجاهر بمعارضته لتلك المشاريع . بدءاً من خارطة الطريق ، ومرورا بمشروع الشرق الاوسط الكبير الذي قوضه انتصار حزب الله 2006 بدعم ايراني مباشر ، وانتهاء بالمخطط المشؤوم والموسوم بصفقة القرن . وحدها ايران  ومعها محورها المقاوم ، من كانت تجاهر وتعمل على افشال تلك المشاريع . عندما انتصرت سوريا على الارهاب، والعراق كذلك ، الكل بما فيهم امريكا قال باننا قاتلنا الارهاب نيابة عن العالم.  لكن وفقاً لهذا المنظور لم يقل احد ان ايران حينما افشلت مشروع الشرق الاوسط الجديد الرامي لتفتيت دول المنطقة (تمزيق الممزق) بأنها قاتلت نيابة عن العالم ، وحالت دون ان يضطر العالم بأسرة لدفع ضريبة سايكسبيكو جديدة .  المهم ؛ لا احد يمكن له ان يطمس رأسه بالتراب ليتغاضى عن هذه الحقيقة . فالارض التي فخرتها نيران الحرب مع اسرائيل والارهاب ، لم تعد رخوة ليتمكن المتخاذلون والخونة من طمس رؤوسهم فيها كالنعامة . وبعد أن تمكنت أيران من اضعاف نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة، وباتت تشكل عبر اذرعها تهديدا وجودياً لاسرائيل . في تلك الاثناء كان فرانسيس فوكوياما ينظر لنهاية التاريخ (اطباق الهيمنة الامريكية على العالم) . أيران التي احتلت موقعا جيوبلتيكياً وسياسياً هاماً جدا على مستوى المنطقة والعالم ؛ بعثت بالروس والصينيين روح التحدي لسياسات امريكا في العالم ، بعد أن تكفلت أيران بتقويض المشاريع التوسعية لاسرائيل وأمريكا في المنطقة. قد يقال بأن الصين كانت تنافس أمريكا وتتحداها على المستوى التجاري والتقني العلمي قبل هذا الحين . نقول نعم  لكن ينبغي قبل هذا معرفة ان التنافس التجاري والتقني  لوحده لن يكون له أثر ملموس لتنحية الولايات المتحدة عن هيمنتها للعالم.  كما أن أي تفوق على أمريكا سواء كان تجاريا أم علميا أو حتى عسكري ، لايمكن له حسم مواجهة أمريكا لصالحه ، مالم تحسم المواجهة  معها في منطقة (الشرق الاوسط)  . وهذا ماتكفلت به أيران على اساس عقائدي وأخلاقي قيمي. ولذلك وجدنا أن الصين بعد أن خاضت غمار معركة تغيير معالم النظام العالمي الحالي ، رهنت ذلك كله بشق طريق الحرير . وطريق الحرير هذا لن يرى النور مالم يضع المهندس الايراني المقيم في المنطقة  اسقاطات خارطته السياسية والامنية فيه . نعم أيران وحدها من يمسك بخيوط أمن المنطقة مجتمعة،  وهذا مايعرفه الامريكان والصهاينة أكثر من غيرهم . وإيران وحدها من تعرف متى يتم تدشين طريق الحرير.  وماهي المغارات والانفاق السياسية التي يمر عبرها.  فقد إستبقت الجميع ، وارست دعامات المجسر الاقتصادي السياسي من بكين الى البحر المتوسط  .  دعامات حقيقية تثق بها بكين ويثق بها الروس الذين جربوا الاتكاء عليها لحفظ ماء وجههم في الشرق الاوسط  وفعلا تم لهم ذلك بنجاح . ومن خلال ابرام اتفاقيات التعاون والتبادل التجاري الكبرى التي ابرمتها ايران مع الروس والصينيين ؛ تمكنت من تشبيك مصالح هاتين القوتين بقوة   ظهرت جلية باستخدامهما حق الفيتو معاً وابطال مشروع أمريكي يحظر توريد السلاح لايران !
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك