سعد الزبيدي||
كان القرن المنصرم قرن الاستعمار العسكري الذي انتهى بزرع الكيان الصهيوني وطعنت الامة العربية بخنجر الغدر وكانت الجماهير العربية التي مازالت متمسكة بقيمها العربية والاسلامية والتي كانت تتطلع للتحرر والخلاص من نير الاستعمار المستبد لذلك كانت هناك مجاميع فدائية مهمتها المشاركة في العمل العسكري ضد هذا المحتل أو ذاك وبعد أن حصلت الدول العربية على حريتها واستقلالها عمدت الدوائر الصهيونية إلى تنصيب ملوكا وأمراء وقادة ورؤساء لخدمة مصالحها والعمل على تثبيت اركان الكيان الصهيوني وبذلك شاركت الحكومات العربية ونفذت مخططات الصهيونية في تهجير اليهود من معظم الدول العربية بعد أن عمدت تلك الدوائر إلى زرع الفتنة وعملت على تشويه صورة اليهودي وجعلت منه جاسوسا وخائنا وناصبته العداء وهجر الكثير تحت تهديد السلاح وهاجر الآخرون بعد أن لمسوا رفضوا المجتمع لهم. وهاجر اليهود وهم يحملون في حقائبهم ذكرياتهم وذكريات اجدادهم في الأرض التي خلقوا بها . كانت الأنظمة تعمل في الخفاء تحت امرة سيدها وكانت تستدرج عواطف الشعوب بخطاباتها الرنانة وشعاراتها الكاذبة حتى لاحظنا تدحرج القضية الفلسطينية من أعلى الجبل لتستقر في أعماق الوادي وبعد كل حرب يخوضها القادة العرب تكبر دولة بني صهيون وتتلاشى أحلام الفلسطينيين في إقامة دولتهم الحرة المستقلة كان ابطال المقاومة والفدائيين يتصدرون الاخبار في كل المحطات التلفزيونية والاذاعية بأعمالهم البطولية وعندما اصر الحكام العرب تقطيع جسد الأمة بحدود وهمية كسر هؤلاء الأبطال وعبروا الحدود كي ينفذوا عملياتهم في عمق الكيان . وبلمحة بسيطة وعودة لتأريخ الحروب بين الكيان والدول العربي سنكتشف كما هائلا من الخيانات من بعض القادة العرب الذين تاجروا في القضية الفلسطينية وباعوها وقبضوا الثمن . كانت الصهيونية التي خططت منذ قرون للسيطرة على ارض العرب تنفذ مشاريعها بمنتهى الدقة ومع انطلاق ثورة الحجارة استشعرت تلك الدوائر بمدى خطورة هذه الانتفاضة التي حركت الشارع العربي وبثت الروح في كثير ممن يؤمنون بالقضية الفلسطينية من الشباب والمجاهد وأصيبت بالذعر عندما لمست مدى التعاطف العربي والاسلامي والعالمي مع هذه الانتفاضة .لذلك صدر القرار بإطلاق رصاصة الرحمة على القضية الفلسطينية وتم التحول لتطبيق خطة إشاعة الفوضى وتجزئة المجزأ وتفتيت المفتت وانطلقت عمليات احتلال العراق العدو الأول للصهاينة حيث هم يؤمنون بأن هيكل سليمان لا يبنى حتى يتم تحطيم ارض بابل وليقينهم بأن نهاية الكيان الصهيوني ستكون من العراق عمدوا إلى تدمير العراق وإغراقه بالازمات وزرعوا الفتن وجيء بمنظومة فاسدة كي تمارس اللصوصية وتساهم في تدمير العراق من حيث تعلم أو لا تعلم .وبسم الديمقراطية والحرية والتعددية الحزبية أصبح العراق أثرا بعد عين وبعد أن نجحت الخطة في زرع البذرة الأولى لشق صف العروبة والاسلام واستخدامهم الطائفية والمذهبية كسلاح في اغتيال قضية الامة الأولى نجح الاعلام الصهيوني والإعلام الأصفر العربي في أن يكون أداة طيعة بيد الاعداء وعمدت إلى تعميق الهوة وتوسيع الفجوة مابين الاخوة عربا أو مسلمين وراحت القنوات تساهم في صب الزيت على النار ونجحت في زرع الأفكار في عقول السذج والمثقفين وأقنعت الكثير أن الشيعة هم أشد خطرا على العروبة والاسلام فكانت القنوات الصفراء تقلب الحقائق يوم كان يباد الشيعة شيوخا وعجائز رجالا ونساء واطفالا لسيارات مفخخة تهاجم مدنهم واسواقهم وتجمعاتهم حتى كانوا يجمعون بعد كل انفجار اشلاء ممزقة وكانت تدعي كذبا أن هذه الحوادث هي في مدن وأحياءسنية حتى فقدت الثقة مابين الشيعة والسنة وأكلت الحرب الطائفة مابين 2005 وماتلاها من سنين الأخضر واليابس وكان هناك من الجانبين من يخدم المشروع الصهيوني بمليءارادته دون ان يعلم . وعندما نجحت الخطة تم اغتيال قضية العرب والمسلمين الأولى وحربهم النقدية ضد الصهيونية ونجحت الدوائر الصهيونية في شيطنة الشيعة وتم تحويل فوهات المدافع والبنادق لتعلن حربا جديدة حربا سنية شيعية تسعى لابادة الشيعة أين ما وجدوا بحجة أو أخرى وقالت كوندليزه رايز وزيرة الخارجية الأمريكية بعد حرب لبنان عام 2006 مقولتها الشهيرة :- من رحم تلك الحرب سيولد شرق اوسط جديد . نعم ولد شرق اوسط يعادي فيها المسلم أخوه المسلم ويبيده ويذبحه ويفجر نفسه بين اخوته طلبا الجنة .شرق اوسط جديد يطيع أوامر الصهيونية وينفذ فتاوى شيوخ الضلالة والكفر ووعاظ السلاطين . وتسارع السذج في المشاركة في حرب مقدسة ضد الشيعة وجاء الانتحاريون من كل حدب وصوب كي يحرروا أهل السنة والجماعة من براثن الشيعة وفجر عشرات الآلاف من الانتحاريين أنفسهم بين الشيعة بحجة أن الشيعة اشد خطرا على الاسلام من اليهود وأن الشيعة متعاونين مع الامريكان وتناسوا أن من جاء بالامريكان إلى العراق وفتحوا لهم الحدود والابواب وبنوا لهم القواعد في بلدناهم هم السنة وان الشيعة أول من قاوم الامريكان ومازال يقاوم الوجود الأمريكي الذي يدافع عنه سياسيو السنة زيرفضون مغادرتهم العراق. نسوا القدس المحتلة وكل القواعد وفجروا أنفسهم بين الشيعة طلبا الجنة وكم من فلسطيني رحل من فلسطين ولم ير الصهاينة يحتلون ارضه وفجر نفسه في العراق يريد تحريرها من الشيعة !!!! هكذا تم الاتفاق مابين عرب الجنسية والدوائر الصهيونية لابادة الشيعة فكانت الحرب على سوريا لاسقاط بشار العلوي وتم تشكيل التحالف العربي لابادة اليمنيين وعلى رأسهم الحوثيين وتم وأد الثورة في البحرين والحرب بين حزب الله والكيان الصهيوني مازالت مستمرة منذ عقود. ان تجعل إخوة يقتل أحدهم الآخر وانت تبيع لهم السلاح وتتفرج عليهم وتغتصب أرضهم وتسيطر على ثرواتهم وتغرقهم في ديون طائلة وينفذون حربك المقدسة ضد المسلمين هو الانتصار الحقيقي . هكذا انتصر الصهاينة في شيطنة الشيعة حيث صار التجاهر بمعاداة محور المقاومة شعار يفخر الكثير برفعه والعمل عليه فحصار ايران امتد لأربعين عاما وحصار ومعاداة حزب الله وكل فصائل المقاومة في العراق مازالت مستمرة واستهداف مقرات ومخازن أسلحة الحشد الشعبي وفصائل المقاومة ينفذه الطيران الصهيوني بلا رادع ولا خوف وبمباركة عربية واسلامية . لم ننزعج من التطبيع مابين الإمارات والكيان الصهيوني وياحبذا أن تعلن. كل الحكومات التي تتعامل مع الكيان الصهيوني سرا أن تطبع مع الكيان الصهيوني في العلن سنجد أن معظم الحكومات العربية ستسارع للتطبيع لخستها وجبنها وخيانتها الاسلام والعروبة . فالقدس أولى القبلتين وثاني الحرمين وفلسطين عربية شاء من شاء وأبى من أبى . انكشفت الحقائق وسقطت الاقنعة ولكننا في انتظار أن يزيح المواطن العربي والمسلم هذه الغمامة عن عينه وأن يعرف العدو من الصديق . إن كان المواطن مثقل بالفقر والجوع والجهل ومكبل بالبطالة والازمات التي تحاصره من كل جانب سيبقى الضمير واعيا كي يقول كلمة الحق ولو بعد حين . *كاتب ومحلل سياسي .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha