المقالات

ألواح طينية؛ دم المهندس: ماء أهرق من إبريق..!

1908 2020-08-16

 

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com||

دعونا ننظر الى التطورات السياسية الأخيرة في المنطقة وما حولنا، ومنها التطور في العلاقة بين الكيان الصهيوني ودولة الإمارات العربية المتحدة، الأمر الذي عده كثير من المحللين السياسيين مثيرا، فيما يراه ثاقبو النظر تطورا منطقيا، يتناسب مع معطيات الواقع، وما رافق هذا التطور من تسريبات سواء على الصعيد السياسي المحلي أو الأقليمي، تتداعى في مشهدنا السياسي عدة سيناريوهات محتملة، يرصدها ويفسرها خبراء ومحللون، ويتوقعها ويخشى تبعاتها شعوب المنطقة.

هذه التطورات مترابطة بوشائج لا يمكن لعاقل إلا أن يراها بوضوح، من الإحتلال التركي لمناطق واسعة في شمال العراق، الى قيام تركيا بالتنقيب عن النفط في شرق المتوسط، رغم انف دول المنطقة، الى التمدد التركي في ليبيا، مرورا بتفجير بيروت الفجائعي ودخول فرنسا على الخط كقوة إحتلال يريدها جوكرية لبنان ، وأخيرا إنتقال العلاقة بين الإمارات والكيان الصهيوني من السر الى العلن.

في العراق وخلال ثمانية أشهر، بدأت أول هذه السنة بإغتيال الأمريكان قادة النصر، وتمشدق الرئيس الأمريكي  بأنه هو القاتل، وتبختره بفعلته الشنيعة، شهدنا تطورات دراماتيكية مثيرة أيضا، إستقالت حكومة عادل عبد المهدي بعدما طالب بذلك صراحة منبر كربلاء، دون أن يقدم البديل، قكان ان آلت الأمور الى ما آلت إليه، حيث تعزز الوجود الأمريكي في العراق، على الرغم من أن العراق، وبقرار تشريعي للشعب، طالب بالرحيل الفوري للقوات الأمريكية، لكننا بعد أيام سنتوجه برحلة "عمل" الى واشنطن، لبحث العلاقات الثقافية والجارية وألاقتصادية والمالية، وستتناول المباحثات ملف "تنظيم" الوجود الأمريكي في الراق،  كما قال الإعلام الرسمي العراقي، وعلى عينك يا تاجر..!

ولأن المساحة المتاحة لنا هنا لا تتيح لنا قراءة دقيقة للواقع العراقي في اللحظة الراهنة، لكن نشير الى أن هذه القراءة تكون في مجملها قراءة للأطراف الفاعلة ورؤيتها للمشهد، وتداعيات المواقف والرهانات.

لكن من الواضح أن دم المهندس وضيفه كان ماءأً، وأهرق من أبريق من أقال عبد المهدي، وهو يتوضأ قبل أن يصعد المنبر، والدولة العراقية لا شأن لها بدماء رجالها، وها هم الترك يقتلون بدم بارد، ضباطا عراقيين كبار، وحكومتنا تكتفي بالإدانة والشجب الإستنكار، وكأن الشهداء من قادة حرس الحدود، ينتمون الى دولة في صقع من أصقاع أمريكا الجنوبية! الحكومة قررت أن تستثمر كورونا..! فقررت تخفيف إجراءات الحظر بشكل كبير، لتتصاعد الإصابات الى فوق أربعة آلاف إصابة يوميا، هذا غير الإصابات التي لم تعلن، سواء من قبل السلطات، أو لعزوف المواطنين عن الإخبارعن حالاتهم، أما لعدم ثقتهم بالموسسة الصحية، أو لأنهم يتعاملون مع الكورونا ليس كمرض، بل كعار يجب ستره!

ما يجري هنا على أرضنا، وتحولنا فيه الى وقود دائم ليس إلا حلقة من حلقات لعبة المصالح الدولية، ولا يمكن فهم قواعد هذه اللعبة إلا بالنظر اليها عبر مرقاب مكبر بقوة تكبير عالية تتيح لمن يراقب رؤية الصغائر أيضا، فإستثمار الحكومة في كورونا يعني، أن ينشغل الناس بأوجاعهم، وتركها "تخيط وتخربط" كما تشاء!

مواقف العراقيين في مجملها، تتباين بين الاطمئنان المشوب بالحذر لدى بعضنا، إلى الخوف الشديد المؤطر بالتسليم والإستسلام للقدر لدى بعضنا الآخر، وإلى حالة من الترقب الحذر والخوف من القادم المجهول، على الصعد الشخصية للمواطنين، وهم يرون أن الموت صار رخيصا، ويقابلها حالة التخبط العشوائي، الذي تعيشه الطبقة السياسي

كلام قبل السلام: لعبة السكواش يلعبها لاعب أو لاعبين إثنين وخصمهما الجدار..! في هذه اللعبة الجدار وهو الخصم العنيد؛ يعيد الكرة بلا كلل الى اللاعب، وتعتمد وضعية الكرة ومسار رجوعها، على قوة ضربة اللاعب نفسه وزاوية الضربة؛  فككوا معي هذا المفهوم،وستجدون أن أعدائنا هم الجدار الذي نرسل اليه كراتنا..وليس أمامنا كي ننهي اللعبة، إلا أن نتوقف عن اللعب مع الجدار أو أن نهدمه..!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك