المقالات

ما هو البديل ؟ رأي شخصي  

1348 2020-08-09

حافظ آل بشارة||

 

رغم ان قراءة وضع العراق الحالي ومستقبله لا تدعو للتفاؤل بسبب بقاء المحاصصة ، وبقاء مقدمات تقسيم البلد قائمة وتتطور ، الا ان دعاة وحدة العراق مازالت لديهم فرص للعمل الجاد والمؤثر والذي يمكن ان يؤسس لعراق موحد ، تقسيم العراق كارثة بكل المعايير ، بعض القوى السياسية مشاركة في مشروع التقسيم سرا وبعضها علنا ، وهناك استسلام مرفوض اخلاقيا لمخطط التقسيم ، كل مكون يواصل صمته الغامض عن المشروع ويخشى ان يسجل التقسيم باسمه تأريخيا ! لكن هناك نقاط ضعف كبيرة في هذا المشروع :

١- قوى التقسيم تعيش حالة تصدع من داخلها ، فهناك احزاب وأسر سياسية تواجه في محيطها رفضا كبيرا ، وهناك احزاب تشققت وتشرذمت وتشهد صراعات داخلية ، وهناك مؤمنون بوحدة العراق موجودون في داخل كل المكونات.

٢- المؤمنون بوحدة العراق يرون ان الفشل والفساد قد نخر هياكل اغلب الاحزاب التقليدية ومثلما تتهم بالفساد والفشل فانها تتهم بمشاركتها في مشروع التقسيم ، مما يجعلها رمزا لكل ما هو سلبي وخطير .

٣- نقطة الضعف الأكبر فقدان الشعب العراقي حضوره الحقيقي في العملية السياسية ، ورغم مشاركة الشعب في الانتخابات ، ومشاركة الشعب في دحر داعش ، ومشاركته في التظاهرات المليونية التي ترفض بقاء القوات الامريكية الا انه ليس مؤثرا في القرار ، وتتم التوافقات بين الساسة بلا تدخل من الشعب ولا من مجلس النواب.

٤- الساسة من دعاة العراق الموحد لديهم غطاء جماهيري ممتاز من كل المكونات ، الشعب الكردي فيه اغلبية رافضة للانفصال خوفا من الوقوع في هيمنة الأسرة المستبدة ، وجمهور السنة يرفض الانفصال خوفا من الوقوع في قبضة داعش مرة اخرى او في قبضة الساسة الفاسدين ، والجمهور الشيعي يرفض الانفصال لانه يرى نفسه الضحية الاكبر لهذا المشروع ، لأن الخطة تقتضي وجود اقليمين شيعيين متذابحين متناحرين .

٥- هناك فرصة تأريخية لتحرك سياسي يوحد الساسة العراقيين الرافضين للتقسيم من كل المكونات ليشكلوا تيارا وطنيا ، له رؤيته وخطابه واعلامه ، ويستبعد في خطابه اي اشارة لانتماء ثانوي كالقومية او الطائفة او المنطقة ويركز على الانتماء للعراق الموحد ، ودولة المواطنة.

٦- يفرض هذا التحرك حضوره في كل المحافظات العراقية وتكون له تنظيماته ، ويمكنه اشراك الشعب في برنامجه وتحريك الامكانيات الاجتماعية الهائلة التي همشتها القوى السابقة .

٧- يمكن ان يحتضن هذا التحرك كل الوطنيين الخارجين من احزابهم السابقة ليكونوا جزء من التحرك الوطني الجديد ، وسيجد الشعب ان هناك مشروعا تصحيحيا جادا يستحق الثقة.

٨- يركز برنامج هذا التيار على :

- وحدة العراق ارضا وشعبا.

- بناء دولة موحدة قادرة على بسط نفوذها على كل شبر من ارض البلد .

- اتخاذ نظام سياسي رئاسي ينتخب فيه الرئيس مباشرة ، ويكون مقيدا بمجلس نواب مختصر ينتخب ايضا.

- تشكيل حكومة وطنية مركزية لا حزبية .

- تقديم برنامج للتنمية الشاملة الاقتصادية والسياسية والثقافية، والتركيز على احياء القطاعات الاقتصادية المتنوعة للخروج من الاقتصاد النفطي الاحادي.

- اخراج القوات الأجنبية من العراق.

- مكافحة الفساد واسترداد الاموال المسروقة.

- اعادة بناء القوات المسلحة على اساس مهني.

٩- ليس غريبا ولا ممنوعا تأسيس حزب اصلاحي جديد باسم وطني عام له اطار اديولوجي ، ورسالة واضحة ، وقائمة اهداف يتولى انقاذ العراق من كارثة التقسيم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك