محمد عبد الحسن الكعبي ||
رجال الدولة يتميزون بصفات تكون من مقومات شخصياتهم ولها اثر في حياتهم السياسية ومن تلك الصفات ما تكون بارزة ومميزة من قبيل الذكاء , الشجاعة , السخاء , الحكمة أو سعة الصدر حيث يتغنى بها الركبان فلكل قائد حالة مميزة وكثير منهم جمع أكثر من صفة وفيهم من يتميز بصفة دون أخرى .
في عراق العجائب تجد قصص اغرب من الخيال وصفات متناقضة ومتباينة، ومن خلال متابعة الرجال الذين تصدوا للعمل الحكومي والسياسي في عراق الديمقراطية الحديثة، حيث لا تجد في مسيرتهم الكرم والسخاء والعطاء بل الشح والتقتير والحرص وهذا ديدن المرضى النفسيين الذين لا همّ لهم سوى جمع الاموال في بنوك الشرق والغرب.
وقد برزت صور وقصص عجيبة لبعض الاشخاص، فكان عندهم النفاق السياسي حالة بينة وواضحة للعيان، والانقلاب على المبادئ أصبح مسألة شبه طبيعية عند أغلب السياسيين، التحول والتغير والتنقل بين الكتل المختلفة والمتباية في الايدلوجية حالة قد أعتادها الشارع العراقي فمن كان بالامس يتغنى بالحزب الفلاني أصبح اليوم يشهّر به ويمدح الجديد وهذا دليل على الهشاشة والركاكة وقصر النظر وقلة الخبرة في عقلية السياسي، فضلا عن تقديم المصالح الشخصية والفئوية .
ومن الصفات التي برزت ايضا في الوسط السياسي هي ظاهرة البخل التي أعتادها الشعب العراقي من المسؤولين الجدد، فاغلب المسؤولين والسياسيين والمتصدين للمناصب الحكومية يعيشون عقد الماضي ويعانون من امراض نفسية من قبيل الاحساس بالنقص والدونية وهذا بسبب الجوع والفقر والخوف الذي كانوا يعيشونه مما أثر على شخصياتهم فكثير منهم تجده بخيل شحيح لا يبذل ولا يعطي فكانت حصة الشعب من بخلهم التراجع والتخلف على جميع المستويات فلا خدمات ولا تطور لانه لايعرف ثقافة العطاء حيث أعتاد العيش على المساعدات والاكراميات والحقوق الشرعية (فاقد الشيء لا يعطيه) فلا يمكن لهم ان يعمروا أو يبنوا لان كل تطور يحتاج إلى بذل وهذا صعب جدا لايمكن ان يتجاوزها الاغلب منهم.
وما يجري اليوم من حالة بخل عند اغلب المتصدين للعمل الحكومي هو نتيجة الماضي وعقده فنراهم يبخلون على مدنهم فلا اعمار ولا تطور ولا بناء، بل تراجع وتقهقر على جميع المستويات فشاع الفساد المالي والاداري وضاع البلد بين البخل والفساد ، ولا هم لهم سوى جمع المال بكل الطرق و مهما كانت لانهم لا يعرفون كلمة ( عطاء) بل عاشوا على كلمة (انطيني) أي (اعطني) أو (ساعدني)، اذا كان القائد والزعيم والمسؤول بخيلاً فلا يستغرب اذا شاعت السرقة والقتل و الخيانة ومخالفة القانون والعمالة للاخرين بل لا عجب اذا أصبح الصباح ووجِدَ أن البلد قد بيع للاجنبي من البعض.
نصيحتي : اغدقوا ياقادة العراق على شعبكم الاموال واشبعوهم وأعطوهم فالمال مال الله والناس عبيد الله فلا تبخلوا بمال الله على عباده ، أنهم منكم واليكم واعلموا ان وقوفكم يوم القيامة يطول ومحكمة السماء عادلة لايظلم فيها أحد، حاولوا نسيان الماضي وتجاوزوا العقد ارجوكم حاولوا بكل الطرق وان كان طريق الكرم عندكم صعب لكن حاولوا أرجوكم.
https://telegram.me/buratha