المقالات

أن شبابنا لايمكنهم ان يحققوا طموحاتنا

1280 2020-08-04

  حسين فلامرز||

 

جبل بين جيلين هكذا نحن جبال نتوسط جيلين، حيث تعيش الامم عصورا مختلفة تمتاز بحجم وشكل التحديات لكل عصر او فترة و تنعكس اثارها على طبائعها وتقاليدها وثقافاتها. بحيث تاخذ الامور اشكالا مختلفة بالرغم من ذلك تكون المباديء قد حفظت بشكل كامل بل تكون في الاساس موجودة وحاضرة بشكل دائم بين الاجيال. لذا تبقى  المبادىء هي هي ومايختلف فقط اليات التعاطي معها وكيفية استثمارها من اجل تحقيق تقدما ما. في العقود الزمنية القريبة حدثت تطورات عديدة وعلى جميع الصعد وكان اكثرها أثرا هو التواصل بين بقاع الكرة الارضية برمتها وكذلك التواصل بين الشرائح والفئات من دون وجود قيود في الفئة العمرية او الجندر او اي اختلاف اخر، وتم حساب ذلك على انه حالة ايجابية تزيد من مصادر المعرفة والمعلومة، ألا ان ذلك قطع التواصل القريب فالاقرب، فالعوائل لاتتحدث كثيرا والاصدقاء منشغلون باصدقاء جدد و مضافا الى كل ذلك هو امكانية انسلاخ الافراد من كيانهم وذاتهم ولعب ادوار معاكسة لكل الواقع الذي يعيشوه. هذا جعل للفشل والنجاح وجوه جديدة واعطى للفاشلين فرصة من نوع خاصة لبداية جديدة او بداية خطرة يكون فيها الفاشل الضحية. واجبالنا جبال تكون سفوحها قابلة للصعود او النزول، فالاجيال الشامخة المفتخرة بذاتها بمبادءها تبقى شامخة بهيبة استقرارها ونظرها للسماء . وعلى سفحيها اناس يرتقون العلا فيتسلقون ويبلغون القمم ويعتلوها للتفاخر في بناء ذات وكينونة تحمل معها كال معاني الاباء والكبرياء والارتقاء، بل انها تصون كل ماتم وراثته لتوريثه لأجيال قادمة لتحقيق الحضور الدائم والبصمة الحيوية التي لن تموت. الامم العظيمةإرثها دائم. إلا ان في نفس الوقت ترى البعض الاخر الذي ينزل من على جبل إرثه باحثا عن مبادىء جديدة ورموز جديدة، ليعتلي جبلا اخر  بعيدة كل البعد عن مانشىء عليه او قريبة من ذاته ظنا منه انه سيحقق الحلم الذي يراوده وينسى بان هذا الاصرار والتصور الذي يحمله جاء نتيجة المبادئ الراسخة التي تربى عليها. مقولة مأثوورة يرددها البالغون في كل دهر أن شبابنا لايمكنهم ان يحققوا طموحاتنا وهكذا تستمر الحال ليكون الشباب المبدأي الذي يؤمن بالقيم والمبادىء هو من يحافظ ويتقدم ويبدع، أما الاخرون الذي تركوا جبلهم فقد ضاعوا وانقطعوا ولن يكون لهم دوارا في البناء وفي كل العصور. فالامم لاتموت أنها ارض ومبادىء وثقافة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك