المقالات

ساسة العراق ومشكلة الوعي 

1173 2020-08-02

 

حافظ آل بشارة||

لحد الآن لم يفهم اكثر قادة النظام والدولة حقيقة الشعب واسلوب تفكيره ونفعيته ، فالشعب بطبيعته نفعي مصلحي ونفعيته مشروعة ومطلوبة وهي من معايير الدولة العادلة ، والعقد الاجتماعي الذي اشتهر في فلسفة السياسة انما يعبر عن صفقة بين الحاكم والمحكوم ، فالحاكم يمارس سلطته ليخدم الناس مقابل تعاون الناس معه ومنحه الشرعية ، ولا توجد اي اعتبارات ثانية في علاقة الحاكم بالمحكوم غير الاعتبارات المهنية كالنزاهة والكفاءة والتخصص ، فلا احد يحترم المسؤول المتدين او يحتقر المسؤول غير المتدين بل المسؤول الخدوم النزيه هو المحترم عند الناس سواء كان متدينا او غير متدين ، بعض الاسلاميين بدائيون في تفكيرهم ويعتقدون ان الناس سيحترمونهم وان فشلوا لأنهم متدينون حسب تصورهم وان كان هذا التدين السياسي فيه بحث آخر ، بينما القاعدة تقول ان اكثر الناس غير متدينين واكثرهم للحق كارهون ، ويبحثون عن مسؤول يخدمهم ولا يستخدمهم ، بهذه المعايير سوف تكون تجربة الكاظمي مع السلطة او بهذه المعايير ستكون مرحلة ما بعد الانتخابات ان نجحت ، سيحاول البديل المقبل تحقيق النجاح في كل ما فشل فيه الآخرون ، وربما تكون اميركا داعمة لاثبات فشل الاسلاميين ، يجب الانتباه بدقة الى تجربة دول الخليج فقد حققت الامارات اعلى دخل فرد في العالم ، واصبحت تدرج ضمن الدول الاكثر رفاها في العالم ، كذلك الكويت وقطر ، هذا ما يريده المواطن. وهذه الدول لا يوجد فيها حديث عن الفساد وسرقة الاموال مع ان الأمير يملك الدولة ونفطها واموالها ولديه امبراطورية مالية هائلة لكنه حريص على رفاه شعبه ، معظم الدول الرأسمالية تتصرف بهذه الطريقة لكن الاختلاف ان في تلك الدول تسيطر على الاقتصاد شركات ولوبيات كبيرة وتعتمد الدولة نظاما ضريبيا دقيقا لكي تمنح المواطن حقوقه كاملة وتضمن له الاستقرار النفسي والاعتزاز بدولته في اطار العقد الاجتماعي ، لذا هم في الانتخابات يتنافسون على خدمة المواطن وتتنافس الشركات واللوبيات والحكومات على ارضاءه ، لأن اي مظاهرة شعبية بسيطة في الشارع يمكن ان توجه ضربة قاصمة للشركات وشبكاتها وسمعتها فهي اجهزة ضخمة لكنها تنهار بسرعة امام اي اضطراب في الشارع ، وهذه آليات عريقة عمرها مئات السنين في الغرب ، وهي تجربة تعبر عن مكانة نفعية المواطن في صناعة النظام السياسي وتوازنه.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك