المقالات

اصبع على الجرح .. حينما اكل الفرع الأصل ..  

1414 2020-08-02

منهل عبد الأمير المرشدي||

 

في صبيحة يوم ساخن من يوم  الثاني من آب 1990 استيقظنا على انغام موسيقى عسكرية وأناشيد الحرب التي تمجد بطولات القائد الهمام حارس البوابة الشرقية للأمة العربية تبثها اذاعة بغداد وصوت الجماهير  وتلفزيون الشباب لتزف لنا خبر الأخبار وبطولة البطولات وكارثة الكوارث فقد قرر فارس الأمة العربية ان يباشر بحلم الوحدة العربية  ويمزقها طولا وعرضا فيحتل دولة الكويت  التي زف لنا المذيع خبر تحويلها إلى المحافظة رقم ١٩ من محافظات العراق وهو يصيح خسف الله الأرض بقارون الكويت فكان ماكان وما لم يكن مثله في كل الأزمان وكل مكان من حيث انطلق  قطار سواد الوجه والخراب والدمار  في العراق بسرعة تجاوزت سيطرة قائده اخو هدلة وصدر الديوان على ربان القيادة فتساقطت على طول سكة الرحلة مفردات وثوابت القيم والاخلاق  والمبادىء والتعليم والقضاء واطلال ما تبقى من الدولة في جمهورية الخوف الصدامي فتهاوى النبلاء والشرفاء وذبلت وريقات الحياء وذل العزيز وارتفعت رايات اللصوص والسراق ارباب الهزيمة وهم محملين بوباء الرشاوي الذي تساقط في كل المرافق حيث نخر ماتبقى من الشخصية المزدوجة ليترك العقلاء والحكماء والاشراف يتفرجون وهم عاجزين عن الكلام فكيف بفعل مستحيل ..

في مثل هذا اليوم فقد الكثير من العقلاء عقولهم وتنازل الكثير من  الحكماء عن حكمتهم فانقلب الحرام حلالا والحلال حرام فلا دين ولا عقل (ولك يا طويل الذراع ) . يوم اسود تهدمت فيه كل شيء تبقى لنا من بعد حرب ثمان سنين مع إيران   وتشرعنت آفات الفساد وتلاشت آخر معالم الدولة  وعادت لتتعملق قوانين العشيرة بالحكم بعدما أمر القائد الضرورة أن تكون لكل عائلة شجرة العشيرة تعلق في الاستقبال ومن لا يمتلك غرفة استقبال في بيته يعلقها في الحمام فتوالد شذاذ السادة وأصحاب الريادة وصار بعض الحراميةوالرفاق سادة من الاشراف وتحولنا حيثما كنا في بلاد الرافدين الى مدينة بلا هوية وشعب بلا قضية وأمة تنساقط نحو المنية ورجال بلا امل ولا ثقافة ولا تعليم وشعب بلا مستقبل.   نعم انها أكبر منجزات العوجة العاهرة وأبناءها الفجرة اشد كفرًا ونفاقاً . 

يوم كان العن من لعين واتعس من تعيس وارعب من كابوس على العراق وشعبه . اما الكويت التي تذكرت نفسها بصباح الثاني من آب إنها محافظة عراقية بامتياز  فقد اغتصبت فيها الذاكرة والطيبة والبراءة كما اغتصبت فيها النساء وأجهضت الحوامل وأسر الرجال وسرقت المنازل والبنوك لتتحول الى زمهرير في بُطُون سارقيها وما أكثرهم وتحول بعض ما تحول في ساسة الكويت إلى حقد دفين  على شعب العراق المسكين المبتلى يدفع ثمن تداعياته حتى اليوم على أرضه ومياهه وامنه . اخيرا وليس آخرا .

 أتذكر ضمن ما اتذكر ان سماحة السيد علي السيستاني قال كلمته الشهيرة في رد على سؤال وجهه له احد الطلبة عن رأيه بمن اخذ من أموال الكويت وحاجات أهلها ومدى حليتها من حرامها فقال السيد السيستاني بما معناه .. ان من لم يمد يده على أموال اهل الكويت فهو طاهرا نقيا كمن ولدته بطن أمه فهنيئا له .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك