المقالات

حينما أرتفعت مستويات الأشعة فوق النرجسية لدى بعضهم..!  

1448 2020-07-30

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com   ||

 

ثمة سلسلة طويلة من الآراء؛ كان يفترض أن تحظى تلك الآراء؛ بإهتمام القوى السياسية الإسلامية، ليس لأهميتها فحسب؛ بل لأن ما قيل كان يدق نواقيس الخطر، لكن يبدو أن في الأذان وقر!

المصلحة الوطنية للعراق؛ هي مجموع مصالح العراقيين، والتي يجب أن تعلو على جميع المصالح، وبضمنها مصالح الإسلاميين وساستهم وقياداتهم، الذين لعبوا على أحصنة خاسرة، لكن كلام ذوي النوايا الحسنة لم يُسمع، وذهبت الكلام صيحات أدراج الرياح..!

عن نتيجة الأنتخابات التي أنتجت واقعنا الراهن، والتي كان من مؤداها تكليف رئيسين للوزراء، لم يكن أي منهما منتخبا وفقا للسياقات الدستورية، وحيث شهدنا حركة إحتجاجات وتظاهرات لم تكن مسبوقة في الحياة السياسية العراقية، ظهرت أصوات تقول أن ما حدث كان مقر ومعد سلفا، ملقين بتبعة ذلك على اللاعب الدولي، عملا بنظرية المؤامرة، التي أعتدناها لأربعة عقود من الزمن، نلقي عليها تبعات إخفاقاتنا الذاتية، وعيوبنا المؤسسية؛ ألتي تقف وراء كل تراجع، في أي إستحقاق مفصلي في مسيرتنا.

بالتفاصيل، كانت الأنتخابات مزورة بالتأكيد، إذ على الأقل جرى تلاعب كبير بالنتائج، لمصلحة عدة أطراف سياسية، من بينها طرف أجبر الجميع على الرضوخ، والقبول بالأرنب بدل الغزال...بل وأكل الجميع الأرنب مشويا بنيران صناديق الإنتخابات المحروقة، مع أن أكل الأرنب محرم بالفقه الشيعي!

ثمة من يتحدث بخرقة قلب، عن أنه بعد زوال نظام القيح الصدامي، نستذكر لحظة عودة الإسلاميين المدوية من المهجر الى الوطن، تتلف حولهم ملايين شعبنا، متعلقة بثيابهم كما يتعلق الحاج بأستار الكعبة، آملا أن يبنوا دولة تنصفه وتحفظ له كرامته، يعيش فيها بحد أدنى، من متطلبات العيش الكريم الأنسانية.

لكنهم وبسرعة عجيبة، ينكفئون على ذواتهم، باحثين عن فرصهم لا عن فرصة لشعبنا، ليبدأوا معه مسلسل خذلانه الذي حصدوه في نهاية المطاف، تراجعا في وجودهم الشعبي والسياسي، وفي مخرجات المسار الجهادي الإيماني؛  الذي يفترض أنهم أعتنقوه, ولكنهم أعتنقوا جيوبهم.

لقد كان ساسة الصفوف الأولى الإسلاميين؛ مدفوعين بتضخيم الذات وتفخيمها، وتخلوا عن قدر كبير، من واجباتهم ومسؤولياتهم، تجاه وجود قواهم السياسية ذاتها، كتنظيمات جهادية قيض لها أن تدوم حاملة الراية، الى أن تتحقق أهداف بناء دولة العدل الألهي، التي يفترض أنهم رأس نفيضة بنائها.

هذا الهدف السامي العظيم، لم يكن في أولوياتهم، ولم يحصروا إهتماماتهم به، وأنشغلوا بالمغانم والمكاسب، مولين الفاشل الذي حصد في ألأنتخابات السابقة 200 صوت فقط، موقعا في مجلس النواب!

ينزع بعض الساسة الشيعة؛ الى إلقاء اللوم على المرجعية الدينية، تبريرا سقيما لأخطاء هم الذين صنعوها، محاولين خلع ثياب مسؤولية الخطأ عن قياداتهم، التي أعتبروها مقدسة وخطوطا حمر، وسيرتكبون خطأ فادحا في هذا النزوع، وسيقاربون أثما كبير؛ا إن هم تحدثوا بذلك، لأنه لا يمكن تصور أن تعمل المرجعية من أجلهم وحدهم، خصوصا بعد تضخم ذواتهم الى حد أعتقدوا فيه أنهم باتوا مقدسين، بعدما وجدوا أن لهم أتباع يصفونهم بأنهم تيجان رؤوس، فأرتفعت بذلك مستويات الأشعة فوق النرجسية لديهم، الى مديات ليست مسبوقة في واقعنا الشيعي!

سيذهب بعضنا الى ألقاء اللوم على الشعب، وهذا عذر اقبح من ذنب، وسيكون من العار الثقيل.. التحدث بمثل هكذا حديث..

السؤال الذي يجبرنا أن نضعه واسعا كبيرا في أفواهنا، هو هل كبونا؟!..بمعنى أوضح؛ هل اضعنا الطريق الى أهدافنا؟! وهل فقدنا البوصلة؟!

كلام قبل السلام: الأسئلة اللاحقة والتي لم نقلها؛ أكثر جرأة من هذه الأسئلة، ولكننا لا نطرحها هنا بسهولة، فهي أسئلة ثمينة، تحتاج الى رجال أثمن منها كي يجيبوا عنها، وتلك هي المعظلة في الطرح..أن تخاطب من لا يسمع، و لو قلنا كل الذي يجب أن يقال، لفضحنا أنفسنا..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك