المقالات

من فراش كورونا

1316 2020-07-24

سعود الساعدي||   القلق من الإصابة بكورونا حولها إلى هاجس جعلني أستحضر قول امير المؤمنين علي ع "اذا هبت أمرا فقع فيه فإن شدة توقيه اعظم مما تخاف منه". درس كبير في تنمية النفس و كسر الخوف ومواجهته واكتشاف أبعاده الأخرى، الأمر الذي صعد من حجم التحدي. فمن هو كورونا؟ ليفتك ويرعب ويقتل؟ هل أستطيع مواجهته؟ هل مناعتي لا زالت قوية وقادرة على هزيمته؟. واذا كنت قادرا ماذا عن عائلتي؟ فحياتهم ومستقبلهم مصدر لقلقي وفي ذات الوقت لأملي وكرامتي -وكذلك مجتمعي- ولهذا تختلط مشاعر الاستعداد للتضحية والتشبث بالحياة!. وكرامتي من كرامة مجتمعي بالطبع لذا لم أكن قادرا على الانفكاك والانعزال عنه رغم الأوجاع التي سببها في الدائرتين الخاصة والعامة خسائر مادية كبيرة وأرباح معنوية وقيمية وتأملية هائلة. اخيرا.. جاء كورونا!! ببساطة لم يكن مخيفا! هل لأنه كان كذلك ام لأنني أعددت نفسي له؟ لم يكن مرعبا فعلا لأنه كذلك ام لأنني نزعت عنه الرعب الذي كان يسير أمامه ويطبل له! ام انني نجحت في افراغه من البروباغندا التي تسبقه؟.  لقد تسلل بخبث وهدوء على كل حال ولا خيار سوى مواجهته وهزيمته وهي نتيجة حتمية!. التسلح بالطب الحديث وكذلك البديل وقبلهما الإرادة على كسره كان سلاحي وما يزال. ولكن، هناك أمر هام اكتشفته من كورونا ومعه! لقد عزلني جسديا وروحيا وكذلك موضوعيا! لقد وفر لي فرصة للتأمل والتفكر دون نظارات وأحكام مسبقة! دون انغماس مع الأحداث ومؤثراتها لدرجة تصبح وتمسي جزءا منها دون ان تدرك! إنها فرصة للنظر دون تحيزات او استدراج! وكشف من جانب آخر عن عمق العلاقات الإنسانية وسطحيتها احيانا أيضا مع أناس تعرفهم وآخرين لم ترهم يوما!. التعايش مع كورونا وخوض الصراع معه هي محطة للتزود بالوقود في سفر الحياة الأبدية ومنصة للانطلاق بعد توقف اضطراري و منطقة عبور للزمان والمكان تتعرف فيها على أدوات جديدة لتغوص في اعماقك وأعماق المجتمع لعلك تكتشف معرفة جديدة وثقافة مختلفة ورؤية بديلة محدثة! فلقد مللنا الإجترار! هل لأننا صنعناه ام لأننا ضحاياه؟ ام كلاهما؟. لقد كانت الأيام ولا زالت -وأنا في اليوم الثاني عشر من الإصابة- مع كورونا مميزة.. فهي مزيج من الألم والأمل وخليط من المعاناة والراحة وفرصة لاكتشاف الذات وإعادة إنتاجها وهي قبل كل شيء جولة تحد رابحة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك