المقالات

تعلمني الوطنية وتسرق مني الوطن . 

1952 2020-07-17

  سامي التميمي||   كان درسا ً مجبرين عليه في مدارسنا وأنتهاءاً بالجامعات  هو ( الوطنية ) .  لايلقي تلك المحاضرة إلا ( بعثي ) ومن له ولاء كبير للبعث . لأن أغلب البعثيين هم منتمين بالأجبار وليس برغبته وذلك  بسبب الطرد والمحاربة في الدراسة والوظيفة  . وهذا معروف للعراقيين ممن عاشوا فترة طويلة في العراق حتى سقوط الطاغية وزمرته عام 2003 .  وكان حصرا ً هذا الدرس يجب الحضور به  وعدم الغياب إلا بعذر شرعي . ومنهج وكتب ذلك الدرس حصراً بكتب البعث وكأن الوطنية لايفقهها غير البعثيون .  كان كلنا يعلم  والشعب يعلم وأن كانوا بعضهم غير متعلم بسبب الظروف المعيشية والظلم والأضطهاد والسجون والتهميش والفصل السياسي  .  بأن الوطنية هي ليست دروس وأنما أفعال وتصرفات  وحقوق وواجبات وأنتماء حقيقي .  في الوقت الذي كانوا يعلمونا الوطنية  . كان الوطن بنهب ويسرق ويقتل ويصادر وينهش من كل جانب .  كانوا الكرد مشردون عوائل وأطفال رضع شيوخ ونساء فوق جبال وعرة وغابات تملأها الأدغال والأشواك العقارب والأفاعي والذئاب .  في ظروف سيئة بين زخات الأمطار وثلوج وبرد الشتاء القارس  . كان من  يتمتع بقوة وبصحة جيدة يصمد .  والأطفال الرضع وكبار السن يموتون في تلك الجبال وكان في كل ضنهم بأن القدر أنجاهم من قصف الصواريخ والمدفعية والهاونات والأسر .      وفي الجنوب كانوا مصيبتهم لاتقل عن الأكراد شيئا فهم محاربون بسبب أنتمائهم للوطن والدين والمذهب . الكثير منهم أنساق غصباً للحروب العبثية ومن رفض الألتحاق مات رمياً بالرصاص وأخذت ثمنها من عائلته . ومن كان صوته عالياً رافضا . كان السجن والتنكيل والتعذيب مصيره في سجون لاترى الشمس والحياة .   وأهل الأنبار وتكريت والموصل  وديالى .  أيضا كانوا عرضة بين الحين والأخر لهجمات شرسة همجية بحجة خيانة أحد أولادهم للولاء للبعث وأوامر السلطة . وحتى وصل الأمر للعشيرة والعائلة  نفسها بالتصفية ولسجون .  وبعد 2003  أنتهى درس الوطنية وجاءت أحزاب . عنوانينها براقة وأيضا فيها كلمات الوطنية و تداعب وتناغم كل أطياف الشعب العراقي من شماله وحتى جنوبه بعربه وكرده وسنته وشيعته وكل الأديان والطوائف والأتجاهات والميول . وتغير عنوانينها وأثوابها وقياداتها وأشكالها بأستمرار لتوهم الناس بأنهم داعمين للحرية والديمقراطية والدين والعروبة والقومية والوطنية .  ولكن للأسف كلها أكاذيب ومماطلات وضحك وأستهتار وفساد وسرقات وأنتهاك وتشويه لمعنى الوطنية .  كيف لنا أن ننهي هذا الدرس والمسرحية الكاذبة . وننهل من حب الوطن وصدقه وخيراته وتاريخه وكرمه وشهامته .    الوطنية ياسادة درس كبير تعلمناه وحفظناه  فقط من أبائنا وأمهاتنا . 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك