المقالات

العراق وطني ..!  

1349 2020-07-16

محمد وناس ||

 

 يقول رسول حمزاتوف في كتابه داغستان وطني

عندما كنت صبيا احتجت ذات مره للذهاب الى القرية المجاورة واردت الذهاب على طريق ابي .. لكن احد شيوخ الجبال استوقفني قائلا .. درب ابيك اتركه لأبيك وابحث لنفسك عن دربك انت ...

داغستان هذا البلد الذي يقع في الطرف الجنوبي من روسيا . جمهورية فدراليه  تابعه للاتحاد الروسي .. مسلمة . معظم اراضيها تشغلها الجبال والقرى القديمة تصدح على السفوح .

الحياه في داغستان صعبه . والرعي هي المهنة الاكثر شيوعا في داغستان . ان لم يكن الابن راعيا فالأب راعي ان لم يكن الاب راعي فبالتأكيد الجد راعي . متنقلون بين ارجاء بلدهم 

(( يمضي الجبلي مئات الاعوام سائرا ,يتبعه حماره الاليف وعلى ظهره جوال وابريق ( حمزاتوف من كتاب داغستان وطني ) 

ومع اختلاف المواسم بين الصيف  وارتفاع الحرارة نسبيا  في هذا الجزء من الكره الراضية وبين الشتاء القارس جدا مع ثلوج داغستان الروسية يحتاج الداغستاني للتنقل بين المراعي والحقول ليربي اغنامه يحتمي من برد الجبال بعباءة من الصوف .

عباءة الراعي الداغستاني مميزه جدا وتعتبر الزي الرسمي  للداغستاني  وان كان الاجيال الجديدة اصبحت  تبتعد عنها ( في كوبا اهديت فيدل كاسترو العباءة فسائل قائلا لما لا توجد فيها ازرار . فأجبته لكي تنزعها عنك بسرعه عند الضرورة وتستل سيفك . وعند المطر تضعها سريعا على كتف حبيبتك .)) 

كل ما يعرفه العالم عن داغستان انه بلد قوقازي , ان عرفوا  ,,,, مع حكاية من هنا . واخرى من هناك واغلبها تقدم بشكل مغلوط او غير مدرك لما تحمله من ارث او ثقافة اجتماعية لهذا الشعب العريق .

واغلب الناس الذي سمعوا باسم داغستان كانت المرة  الاولى من خلال الاخبار ومن خلال الاحداث الدامية التي حصلت في الشيشان وداغستان في نهاية التسعينات وبداية الالفية الجديدة . ثم جاءت موجه الارهاب لتلتصق تسمية الارهاب بالشيشاني والداغستاني ويصبح هذا اللقب عنوان للإرهاب متجاهلين كل ارث هذا الشعب الضالع بالقدم والمليء بالتراث الجميل والفلكلور الرائع النابض بالحياة والحب والجمال .. 

استطاع رسول حمزاوتوف ان ينقل داغستان الى العالم ويقدم للناس الثقافة الداغستانية بطريقة مليئة بالحياة والروح بدون تزويق او تغير للحقائق  بحلوها ومرها , غثها وسمينها .دون الوقوف طويلا عند السلبيات  ودون عبورها وتميعها .

قدم داغستان كصبية جميلة مفعمة بالحب والحياة

مع ان العراق يحمل من التاريخ ما يفوق داغستان عشرات وحتى مئات المرات .

مع ان العراق يحمل من الارث الفكري والثقافي الانساني ما يفوق داغستان الالف المرات . بل ان ما صدره العراق للبشرية من ثقافات تحولت الى فولكلور شعبي لمجتمعات عده , ما قدمه يفوق داغستان  الالف المرات ..

مع ان العراق فيه تنوع وفسيفساء من كل شيء ( الشعر , الموسيقى , الملابس  , الطباع   , الطعام ,  اللغة . وحتى حكايات العجائز لأحفادهن  ) ما يفوق داغستان  اضعاف مضاعفة .

مع ان العراق فيه شباب رخصوا دمائهم لهذه الارض  , وقدموا لهذا الوطن كل حياتهم .

مع كل هذا لم اجد كاتب عراقي واحد استطاع ايصال العراق للعالم كما استطاع حمزاتوف في كتابه داغستان وطني .

ولم اجد كاتبا عراقيا واحدا استطاع تخليد عطاء هذا الشعب المظلوم

والاغرب من هذا ان تجد من كتبوا عن العراق من غير العراقيين كتبوا عنه   بشكل يدعو  للفخر واحاطوا بكل مكامن الجمال في هذه الارض وكل مكامن الرقي في هذا الشعب . بداء من ستيفن يونك في كتابه العودة الى الاهوار ولونكريج  في كتابه اربع قرون من تاريخ العراق الحديث  ومارجريت لو وصموئيل كرورك  وغيرهم من المستشرقين الذين عشقوا العراق بكل ما فيه من متناقضات . حتى بول بريمر في كتابه سنتي في العر اق مع كل ما فيه من ترهات وتغيب للواقع ومحاوله تغير الحقائق لم يستطع تجاوز الكثير من الايجابيات واضطر الى نقلها وان حاول التلاعب في تفاصيلها .

(((في الجبال ثمة عادة . الفارس لا يقفز الى سرجه قرب العتبة . بل عليه ان يخرج الحصان من القرية . ربما كان ذلك ضروريا لإعادة التفكير في ما يتركه وراءه او ما ينتظره في الطريق ..... )))  رسول حمزاتوف  ,,,  داغستان وطني

كم احلم ان اجد كتاب بعنوان العراق وطني 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك