المقالات

الاغتيالات في خدمة المشاريع السياسية 


  ✍ د.محمد العبادي ||

 

تطورت أساليب العمل وتنوعت في تصفية الأشخاص معنويا او جسديا ،وخاصة عندما يتعلق الأمر بالأهداف السياسية . ربما تتداخل تلك الأهداف السياسية بالدينية وقد تختلط الأهداف السياسية بالأمنية والثقافية اوغير ذلك ، لتشكل بمجموعها دافعا لارتكاب جريمة الاغتيال السياسي . لقد وقعت في العقود الأخيرة أنواع التصفيات الجسدية السياسية ، وحسبنا ان نشير إلى الاغتيالات الصهيونية التي طالت أكثر من (٢٧٠٠) شخصية فلسطينية فاعلة ومؤثرة،  وهذه العمليات موثقة وموجودة في أرشيف الموساد الإسرائيلي.  ويمكننا أن نشير إلى عمليات الاغتيال السياسي التي ترتكبها أمريكا في اكثر من مكان ، حيث نفذوا مئات الاغتيالات سواء بالسم ،او بالمساحيق السرطانية وحتى بتزريق أو وضع السموم او بالأسلحة الخفيفة أو  بالطائرات من دون طيار او غير ذلك .  في كثير من الأحيان يفشل المستوى السياسي في تحقيق مشاريعه وأهدافه ؛ فيستعين بالأساليب الاستخباراتية والأمنية لإعطاء دفعة قوية لتحقيق ذلك الهدف أو المشروع . عملية الاغتيال التي وقعت واقعتها على الهاشمي أو (الركابي ) ربما تصب في خدمة الأهداف التي عجز عن تحقيقها اهل السياسة حيث أعلن سابقا عن شعار ( حصر السلاح بيد الدولة ) ، وهو شعار عزف على اوتاره أكثر  الحكومات السابقة ، ولما جاء السيد الكاظمي طرح هذا الشعار أيضا ،وكانت طريقته في تطبيق هذا الشعار انتقائية ومتحيزة . ان طريقة الاغتيال الأخيرة جاءت متقنة من حيث انتخاب الهدف ، ومتابعته ، والتوقيت ، والأسلحة المستخدمة في عملية الاغتيال ، لكني اعتقد ان المنفذين تعمدوا استخدام الطريقة البدائية التقليدية في قتل الضحية للتمويه ولإسقاط التهمة على جهات معينة .  لقد استخدموا الدراجة النارية والأسلحة الخفيفة ، والاقتراب من الهدف ، ويمكن للجهات الأمنية ان تكشف عن الفاعلين وبسرعة فيما إذا كانت الجهات الفاعلة هي جهات سياسية محلية ، لكن استبعد ان يحصلوا على نتيجة اذا كان الفاعلون او المنفذون جهة خارجية لانهم لديهم خبرة وربما تركوا إشارات تضليلية لحرف مسار التحقيق .    واعتقد أيضا أن هناك أكثر من فريق ، أو مجموعة شاركوا في تنفيذ العملية ، مثل مجموعة الاوامر والتخطيط ، ومجموعة للمتابعة والرصد ، ومجموعة التنفيذ أو الحربة و... يخطيء من يظن أن اغتيال ( هشام الهاشمي) هو لإسكات الأصوات والأقلام الحرة ، لأن النتيجة كانت صفر سكوت ، واتت بنتائج عكسية حيث تعالت نبرة الأصوات بشكل لافت . ان عملية الاغتيال جاءت لإيقاظ الفتنة النائمة وزيادة حجم الانقسام والتخندق داخل المجتمع ، وركب الموجة الإعلام الموجه والمغرض وصعد من خطابه التحريضي والاتهامي ضد الحشد الشعبي الذي يتم تصويره من قبل الجيوش الإعلامية الإلكترونية على أنه ميليشيات  مسلحة !. اظن ان ماعجزت عنه السياسة وشعاراتها ، قد حققته عملية أمنية باغتيال هذا الشخص ، وعلى أثره تم تسخين المجتمع وزاد هذا الحادث من سرعة الحافلة التي يقودها السيد الكاظمي للوصول إلى أهدافه ، وقد حصل على الضوء الأخضر في الداخل والخارج لتطبيق منهجه .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك