المقالات

عندما يصبح سعر الإعلامي (خمسة بربع)! 


  قيس النجم||

 

ممكن أن يكون الإنسان ناقداً، ولكن ليس كل إنسان، يمكن أن يكون مصلحاً وحكيماً في وضعنا الراهن، لأن الذئاب في بلدنا، هي من تحدد الحياة ومشاهدها الأخيرة، يقول المستشار الألماني بسمارك: (يكثر الكذب قبل الانتخابات، وأثناء الحرب، وبعد الصيد) فأي صيد حدث في عراقنا التي تكالبت عليه الذئاب البشرية، من كل حدب وصوب؟ فإختاروا خيرة الرجال من أبنائنا وقطفوا أجمل الورود من أطفالنا وزوجاتنا وأخواتنا وأمهاتنا بأقبح أنواع الصيد المحرم والممنوع.  رغم أن الألم عام وشامل ولكني سأركز على مهنة الصحافة، أو السلطة الرابعة، أو الوزارة الخامسة، أو صاحبة الجلالة، أو مهنة المتاعب، أو الرحلة نحو الشهادة، سمها ما شئت، فكل المسميات تنطبق عليها وبالأخص الاعلام الشريف الهادف، الذي لا يتلاعب بالكلمات من اجل مصلحته، ومصلحة ولي نعمته، ويحول الجميل الى قبيح، والقبيح الى جميل وما أكثرهم في الوقت الحالي، حتى أصبح سعرهم (خمسة بربع)!  أخذت الصحافة تتقاسم، مع المغدورين الدفء والبقاء، ثم أن حرب الأكاذيب والإشاعات، التي أبتدعها الحاقدون، صنعت ما صنعت في عراقنا، لذا أدرك الإعلاميون عند خروجهم الى عملهم، وكأنهم يخرجون نحو الشهادة، فيودعون عوائلهم في كل مرة، الوداع الأخير، لأن حاملي السياط الجدد، لا يرتضون العيش تحت هذه السلطة الحرة الشريفة الصادقة النقية، ليس لأنهم قد خرقوا قوانين الطبيعة، أو أن الصحافة منعتهم، في أن يرتكبوا مزيداً من الفجائع بحق الأبرياء، وأوقفت مخططاتهم لنهب ثروات أكثر، وكشفت زيفهم وإستبدادهم، وحقارتهم وعشقهم الى العنف والقتل والدم،  بل لأن مثل هؤلاء المحسوبين على الساسة، أكثرهم للحق والشعب كارهون.  للصحافة دور كبير، في كشف الفساد، وهذا لا خلاف عليه، لأنها واحدة من مسؤولياتها، سيما وأنهم قدموا القرابين الطاهرة، من أجل إعلاء كلمة الحق الشجاعة، وجعلوها تدوي مرعبة لقلوب المنافقين، حين قالوا للقتلة والسراق: كفى، فقد رحلّوا مئات من جثث الإعلاميين نحو المقابر، رحلوا وهم فخورون بما قدموه، ومازالوا يقدمون دون تردد أو خوف، والساسة المتنفذون وأيديهم القبيحة تسعى دائماً، الى محاربة أصحاب الأقلام الجريئة.  إغتيال الصحفيين، ومضايقتهم، ومحاربتهم، محطة تستحق من كل اعلامي يسير على نهج الحق أن يقف عندها كثيراً ومواجهتها، عند أذن لن يكون هناك هدف سامي ونبيل نعيش من أجله، اذا لم نكن على إستعداد، بأن نموت من أجله، وعلينا أن نكون مرآة بوجه الطغاة، ونصرخ بوجوههم العفنة، أنتم القباحة التي لا يمكن إصلاحها، وهذا ما نحتاجه الآن في ظل الحرب المعلنة، من اشباه الاعلاميين والزنادقة، وعباد المال والمطبلين للباطل وماسحي الاكتاف.  الذي جعلني أقف عنده طويلاً، لا لغرابة مدلوله، بل لأفقه معناه، هو قول ضحايا الإعلام: نحن قرابين الكلمة الصادقة، من أجل وطن حر نتمنى أن يتعافى! فكانت رسالة موجهة بقوة من إعلامي الى قاتله: أشعل البخور رأفة بالأمهات الثكلى، ومن ثم أقتلنا ألف مرة، فلن نموت أبداً، ولتذهب روائح الموت، الى مَنْ يستحقها، من سارق، وفاسق، وزارع للفتن، ومصاصٍ للدماء.  ختاماً: الاعلاميون والصحفيون الشجعان، كأنهم في رحلة حج، شارك فيها الناس من كل فج عميق، لتطوف المشاعر والدموع، حول جثامين الأبرياء منهم، الذين لا ذنب لهم إلا الدفاع عن الكلمة الصادقة، لخدمة بلدهم، وحمايته من الذئاب البشرية الذين مزقوا جسد العراق دون رحمة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك