المقالات

العدالة الاجتماعية المفقودة..  

1014 2020-06-23

رأفت الياسر ||

 

لا ننفي ما تعرض له المعارضون لصدام من معاناة و حرمان ولكن هذا لا يبرر نسف مبادئ العدالة الاجتماعية امام تضحياتهم الجسيمة تلك وكأن الشعب العراقي كان يعيش في النعيم بزمن البعث.

قصة الإمتيازات الخاصة لمُعارضي النظام تذكرني بالحروب التي قادها الامام علي عليه السلام ضد المُعارضين الاوائل للنظام الأموي وهم صحابة النبي المقربون.

سبب تلك الحروب كانت تتمحور حول العدالة و اللاعدالة فهؤلاء يريدون خدمة جهادية خاصة لأنّهم سبقوا الناس بالجهاد ولهذا ثاروا ضد الامام علي عليه السلام  الذي ساواهم مع الناس.

بعيداً عن الإستهداف الإعلامي الطائفي بتناول مسألة مخيم رفحاء وترك الفئات الاخرى.

ولكن ينبغي فهم أصل المشكلة التي تتعلق بفقدان العدالة الاجتماعية.

فماذا إستفاد الشيعي الجنوبي من جهاد هؤلاء ومن تأريخهم النضالي؟

هذا التأريخ الكبير اذا لم يتحول لمستقبل يخدم الناس فهو لعنة.

سوء الخدمات في الناصرية و البصرة لم يكن بسبب الدور الخبيث للسفارة الأمريكية او حزب البعث او الجني الأزرق وانما بسبب فشل هؤلاء المُعارضون لصدام بإدارة ملف الخدمات بهذه المحافظات ولا أحد غيرهم فهم من مسك وما زال يمسك إدارة الدولة بكل مفاصلها.

خضتُ جدالاُ عقيماً مع أحد المستفيدين من رفحاء وهو يستلم 3 رواتب او ربما 4 لا اذكر بالدقة.

واخبرته ان هذا ينافي مسألة العدالة الاجتماعية

فلماذا يبقى الناس يسكنون الصفيح في زمن صدام وبعده وفئات اخرى تسكن افضل المنازل ولديها حسابات مصرفية وهم يعانون نفس المعاناة ويقدمون نفس الخدمات بل الفئات المستفيدة من نهب الدولة هي اكثر ضرراً من ساكني الاكواخ.

إنتهى الجدال هذا بإتهامي بأنني بعثي أريد إعادة أمجاد صدام من جديد!

نفس التهمة التي كانت تواجه الخط العلوي بأنّه خط خارجي يريد حرف الاسلام بمحاربة المُعارضين الأوائل.

والغريب في الموضوع وبعد إنتشار الفقر وخراب البلد حتى إنك لا تجد طريقاً سالكاً او مسشفى صالحاً وبعد ذلك يأتون للمطالبة بتعديل هذه القوانين؟

أين كنتم عن التعديل قبل أن يغضب الناس ويغضب الله لغضبهم؟

شخصياً مع النظرة الرحيمة حتى لعوائل حزب البعث من باب ولا تزروا وازرة وزر اخرى فكيف بالمُعارضين لحكم الطاغية؟

 ولكن ينبغي ان تسود هذه الرحمة جميع العراقيين وخصوصاً ساكني الأكواخ و الصفيح.

وبعيداً عن خراب فتنة تشرين وإستغلالها من قبل الإعلام الأمريكي فإنّ الشعب المحروم ما عاد يطيق المزيد من السياسات الازدواجية لسرقة الدولة بالعناوين المُحترمة.

فإن أسنان الفقراء الصفراء ستتحول يوماً الى أنياب قاطعة لهذه السياسات و سائسوها وما ذلك على الله ببعيد.

ــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
كاظم نحم
2020-06-23
بسم الله...انت مع النظرة (الرحيمة) لعوائل حزب البعث...وتحد اسنانك على ضحاياهم... تدس السم بالعسل وتزعم ان تبحث عن العدالة الاجتماعية...كان مجاهدي رفحاء هم سبب اختلال تلك العدالة... وتزعم انك (محايد) ثم تعمد الى (النبز) بانك تجادلت مع محتجز،وهو يقبض ثلاثة رواتب...ولانك محايد جدا وورع جدا...اضفت(او اربعة)... ولماذا لايكونون السجناء والمعتقلين وضحايا حلبجة وغيرهم ممن شملتهم تلك القوانين هم سبب فقدان العدالة المزعومة... لكن سبحان الله...لف ودوران...ثم وقوع...
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك