المقالات

كورونا وكل واحد يموت بيومه  

1416 2020-06-21

حيدر السعيدي ||

 

        لم تنفع نصائحي المتكررة لصديقي ابو مظفر بترك التدخين ، لما فيه من مضار صحية كبيرة وتعودتُ منذ سنوات على منظر(أبو مظفر ) وهو يدخن بيد ويمسك قدح الشاي باليد الأخرى ، حتى تركت النصح  لحفظ أواصر المودة بيننا .

 وما ان داهمتنا جائحة كورونا كغيرنا من دول العالم حتى عاودتُ تلاوة نصائحي لصديقي مع اختلاف الموضوع ، فبدلا من ترك التدخين طالبته هذه المرة بترك الاختلاط مع الاخرين ، وضرورة التباعد الاجتماعي ،  ولبس الكمامة وارتداء القفازات , وعدم الخروج من البيت الا للضرورة القصوى ،  مذكرا إياه بمجموعة من الرسائل الصحية التي توجهها الجهات المعنية .

وكعادته دائما لا تخلو ردوده من السخرية والاستهزاء بأنه لو ارتدى الكمامة سيختنق ويموت ، وان جلس في زاوية من زوايا بيته كيف سيتخلص من طلبات (ام مظفر ) التي تبدأ بحاجة ام الالف ولا تنتهي الا بـ (زيان الراس ) !

بقي أبو مظفر يتردد علينا فترة من الزمن بزيارات ليلية متعاقبة مع كثرة اللوم له لكثرة اختلاطه بأصدقاءه وخروجه غير المبرر من بيته ، في هذه الظروف الصحية الصعبة ، وهو لا يبرح ان يردد كلماته المعهودة : لا تخاف كل واحد يموت بيومه ، كورونا كذبة وراح تبين الحقيقة !!

و تندم على تبذيرك للراتب على المعقمات والكلور واكياس الكمامات !!

بعدها انقطع صديقي عن زيارتي لعلمه بعدم حفاوة استقبالي له في هذه الظروف غير الملائمة ، ولكنه بقي متنقلا بين صديق واخرممن يقولون :  بنظرية كورونا كذبة افتعلتها الحكومة ! وظل مترددا على الأسواق لضرورة وبدونها ، حتى لفت انتباهي ليلة امس فيديو أبو مظفر وهو بالكاد يسحب الانفاس في ردهة العزل الصحي ، مختنقا بعبرته ، في منشور مظفر وهو يطلب من اصدقاءه الدعاء لأبيه ( أبو مظفر ) الذي لم يكن مظفرا في الخلاص من انياب كورونا .

قطعا الحياة والموت بيد الله سبحانه وتعالى ، ولن يموت انسان قبل ان يستكمل رزقه من هذه الدنيا ، ولكن لايعني ذلك ابدا ان نلقي بأيدينا في التهلكة .

الحظر المنزلي افضل من الحجر الصحي ، والشعور بالاختناق في البيت احلى بكثير من مرارة الاختناق بنقص الاوكسجين .

تناول الطعام المتيسر مع تمام الصحة وسط العائلة احسن حالا من فراق الاحبة  .

كتب الرسام (هارولد أبوت ) على مرآته كتابة يطالعها كل صباح : "

يوما ما شعرت بالقلق لأن لا حذاء لدي ، حتى التقيتُ في الشارع برجل لا ساقين لديه " .

 

                                                                                           20/ 6/ 2020

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك