المقالات

تكميم الأفواه والعداء للكتاب والمثقفين تعني سقط الدولة   


سامي التميمي ||

 

الأعلام مصدر السلطات . والأعلام هو عين الشعب التي لاتنام  وقلبه النابض بالحقيقة . هو يراقب ويشخص الأخطاء  وينتقد ويتابع ويثقف ويروج للكثير من المفاهيم ومنها المقترحات لسن القوانين في البرلمان . الأعلام يحلل ويفسر الظواهر المجتمعية والسياسية والأقتصادية والأمنية والصحية وفي كل مفاصل الحياة . ويضع ويشارك بالحلول والمقترحات ويتوصل للنتائج والأسرار والخفايا وأن كانت في أنفاق ودهاليز السياسة وفي مكاتبهم وبيوتهم وهواتفهم .

لاتحارب الأعلام والكتاب والمثقفين . فلهم سلطة لاتشبه كل السلطات . ولهم كلمة تهشم  وتنسف كل الجدران والحواجز والأصنام . لايملكون المسدس والبندقية والمدفع والدبابة والقنبلة الذرية . لكنهم يملكون ماهو أكبر وأقوى وهي ( الكلمة )  ولها فعل كبير بأن تنسف كل شئ وفي لحظات  . هل تعلم بأن الأعلام قادراً وبسهولة أن يرفع من قدر وضيع وتافه  ويحط من قدر أنسان محترم والعكس صحيح  . الأعلام صنع نجوماً في الفن والثقافة والسياسة والرياضة والجيش  وفي المجتمع  . وأيضا الأعلام ساهم في أسقاط شخصيات كان لها باعاً كبيراً في كل نواحي الحياة   . لاتأخذك العزة بالأثم .  ولايغرنك بالله الغرور فالكرسي والمنصب  زائل لايدوم لأحد . وأن طالت مدته بدم وخوف وتكميم للأفواه  وسجون وتعذيب تهجير وقتل  . فمصيره أسود محتوم . ولنا في التاريخ كثير من الشواهد منها بعيد ومنها قريب .

كن صديقاً .  للأعلام والكتاب والمثقفين  وأسمع منهم وجالسهم وناقشهم وأهتم بهم فهم نخب خيرة لهم أرضية ثابتة صلبة متجذرة  في أعماق الأرض لايمكن أقتلاعها بسهولة مطلقاً . لأنها هي الشعب  . والشعب إن كرهك ولم يعد يقتنع بك فلا ينفعك كل ترسانات وجيوش الأرض . ألم تسمع وتقرأ عن أمبراطوريات ودول غزت وأستولت وأحتلت دولاً وأراضي شاسعة (لاتغيب عنها الشمس  ). وأنتهت بفعل كلمة  وثورة  . رغم أنها تمنلك جيوشا وقادة عظام وأسلحة متطورة  .

الأنتقادات وتشخيص الخلل والأخطاء وأثارتها من قبل الكتاب والمثقفين والأعلاميين  لايعني ذلك عداءاً  للدولة والبرلمان وللسياسين  .  بل هو تقويم وتصحيح . ولاتخجل من الخطأ أو التقصير . فكلنا نخطئ ونصيب . ولكن أكبر الأخطاء التي لاتغتفر بأن نسير ونتمادى في أخطائنا ولانقبل التشخيص والأنتقاد والتصحيح . نحن لسنا أنبياء ولارسل ولا أولياء صالحين خصهم الله بالعصمة والنزاهة والأعتدال  . وأيضا علينا أن نتخلى عن تلك المفاهيم العدوانية . بأن نجعل العقوبة والتهديد والوعيد  هي الرافد الوحيد لثني الأخرين عن قول الحقيقة أو البوح بأرائهم  . نحن بشر وكانت الخطيئة منذ الأزل في كل تفاصيل حياتنا .

( وكلنا خطائوون وخير الخطائين التوابون )

ــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك