المقالات

ظاهرة تسريب الوثائق الرسمية وقفة في الأسباب والنتائج  


✍ د.محمد العبادي ||

 

صدر (قانون الحفاظ على الوثائق ) في العراق ، رقم ٣٧  في سنة ٢٠١٦م ، وفي المادة ( ١ ) تم إعطاء تعريف لمعنى الوثيقة الرسمية وأنواعها ، وتم تشريع بنية العقوبات وايقاعها في ضوء المادة (١٢)  من القانون المذكور . لكن مما يؤسف له نجد أن هذا القانون لم يجد مستقره في نفوس بعض الناس او  لم يأخذوا به بقوة، ولازالت ظاهرة تسريب الوثائق الرسمية في محضر عموم الناس سارية المفعول إلى يومنا المشهود.

ربما يعود السبب في وجود هذه الظاهرة إلى طبيعة التنافس الوظيفي أو إلى دوافع ومشاكل شخصية بين الرئيس والمرؤوس  ويرغب احدهما او كلاهما في تلويث وتشويه سمعة الآخر   ، وربما يعود ذلك إلى التحيز لفئة سياسية على حساب أخرى،  أو يعود إلى عمليات الابتزاز و..و..الخ .

 على أية حال فإن محل العمل أو الإدارة الرسمية ليست هي المحل المناسب للمشاكسات والمناكفات السياسية ، أو للتباري والخلاف الشخصي .

وبلغ الحد في الكيد الشخصي أو السياسي إلى تسريب وثائق تندرج ضمن تصنيف (سري ) أو( سري للغاية ) ، وجعلها في متناول عموم الناس . نعم ربما تكون بعض تلك الوثائق والكتب الرسمية المسربة ؛ مزيفة ولا أساس لها من الصحة .

من المفترض ان تكون تلك الوثائق الرسمية وقفا على المؤسسات والدوائر ذات العلاقة ، لكن قد شاهدنا نقل الوثائق الرسمية من على الشاشات الإعلامية حتى من قبل بعض النواب . هذا لا يعني أن على النائب ان يتستر على المخالفات الإدارية أو على الفساد ، وإنما يعني أن على النائب ان يفرق بين وظيفته في التشريع والاطلاع والمتابعة والمحاسبة ،وبين وظيفة الاعلامي في عرض المعلومات على الملأ العام .  عرض الوثائق الرسمية على الإعلام يمس بأصل قانون الحفاظ على الوثائق الرسمية ويشجع الآخرين على ركوب موجة التسريبات للمكاتبات والأوراق الرسمية ، ناهيك عن مايفرزه  ذلك من شائعات في الشارع المحتقن اصلا ، والذي يترصد كل خبر  ويحمله على أسوأ المحامل .

اعتقد ان أخلاق الوظيفة  واصول العمل الرسمي لاتجيز تسريب الوثائق والمخاطبات الرسمية .

بعض الناس وبذريعة فضح الفساد وعدم التستر عليه يلجأ إلى هذا الأسلوب الفاسد ، وهو غير صحيح لانه لا يمكن محاربة الفساد بأسلوب فاسد .

اظن لو عملت الجهات الرقابية والحقوقية والقانونية والأمنية أو وحدة (الأمن الالكتروني) ان وجدت. بوظائفها في التشدد في هذا الموضوع لكفى الله الناس شر بعض اللغط وآثاره السيئة.

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك