المقالات

جمهورية الصبيان ..!  

1700 2020-06-04

🖋  قاسم العبودي ||

 

في الوقت الذي تشتد المحن بالشعب العراقي ، الذي فاق شعوب العالم صبراً وأذى ، يهجم مره أخرى صبيان السفارة لفرض أجندات خارجية ، تحاول النيل من هيبة الدولة .

ما حصل يوم أمس في محافظة ذي قار من فوضى عارمة ، ومحاولة الضغط على مدير الصحة في المحافظة لتقديم أستقالته ، لهو سابقة خطيرة ربما تعاد على نطاق أكبر وأوسع ، وعلى مستويات عالية .

أن المعطيات الرسمية للحكومة العراقية الآن تشير بوضوح الى أن من يدير المفصل الحكومي ليس برجال دولة . ولا في وارد متبنياتهم تأسيس أو أقامة مشروع دولة . وألا كان هناك رد فعل أيجابي من قبل الحكومة المحلية في ذي قار .

تجاهل الأحداث التي تفرض على مؤسسات الدولة في بعض المحافظات ، تعطي أنطباع بأن الحكومة تسير وفق منهاج أعد سلفاً خارج الحدود ، لتهميش الدولة العراقية ، والذهاب بها بعيداً عن المسار الطبيعي . لايمكن بأي حال من الأحوال أن يصل الأستهتار بالشعب الى هذه الضعه ، وهذا القدر من الأستهانه .

عندما يسرق السياسي مقدرات البلد ، وتصفر الخزينة الحكومية ، فأن المواطن هو من يدفع ثمن ذاك الأنحراف السلوكي ، بأقتطاع جزء من راتبه الذي هو قوت عياله . لايوجد في العالم بأكمله حكومة تعوض نقص مواردها من رواتب موظفيها التي بالكاد تكفيهم وعوائلهم ، وأنا أتكلم على السواد الأعظم من الموظفين وليس أصحاب الدرجات الخاصة ، الذي أمتلأت بطون بعظهم من السحت الحرام .

يفترض بالحكومة ( الفتية ) التي جائت بها القوى السياسية وفق صفقات مشبوهه ، أن تحاول بالقدر المتيسر المحافظة على هيبة الدولة التي بدأت تتلاشى وتندثر ، وأن لا تسمح ( للصبيان) الذين علا صوتهم النشاز مره بسرقة الشعب ، وأخرى بخلق فوضى خلاقه قد تذهب بالبلد وبالعملية السياسية الى مزالق ومنعطفات لا تحمد عقباها ، في ظل تفشي جائحة المرض والفقر .

ما حصل في ذي قار سيؤسس لحالات أخرى في أماكن  أخرى و في أغلب المحافظات الجنوبية ، كون هذه المحافظات تئن من فقر مدقع وهوان كبير . يجب التصدي بحزم للذين يرون أنفسهم بأنهم ( ثوار الساحات ) الذين عليهم تغيير الواقع بلمح البصر . أردوا أسقاط النظام ، فتمت أستقالة الحكومة بأكملها وجاءت حكومة جديدة بغض النظر عن الطريقة التي جاءت بها ، المفروض أعطاءها بعض الوقت لمراقبة برنامجها الحكومي ، وعدم المساس بقوانين الدولة بتلك الطريقة الفاجرة التي حصلت في ذي قار .

يجب على السلطة التنفيذية أخذ دورها كاملاً بالتصدي ( للزعاطيط ) الذين تجاوزوا على مدير صحة المحافظة ، وعدم السماح لهم ولغيرهم بالتجاوز على قانونية الدولة التي من المفروض أنها تحافظ على هيبتها ، وعدم تسليم مقدرات هذه الدولة بيد مجموعه من الصبيان للتحكم بها تحت أي شعار كان .

 

٤ / ٦ / ٢٠٢٠

ـــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك