المقالات

‏ الخريف يجتاح الإعلام ويلتهم اوراقه.  


مروج العبيدي ||

 

في خضم الفصول التي عاشها العراق طوال سنوات خلت من حروب واحتلال ومعاناة , وما كان للاعلام دورا هاما في مسك زمام الامور لمجتمع بأكمله , بدأ دوره يتضائل  الان حتى بات شبه مفقود الا من دوره الخطير والذي انعكس سلبا في توجيه واستقرار البلد ,فقد عاش الاعلام حقبة زمنية فريده لما احتوته جعبته من معلومات واستطلاعات رأي اخترقت العقول واستوطنتها فبنت عليها آراء وأفكار ادت الى اتخاذ القرار ومن ثم تنفيذه لتكون الحصيلة تقويم وازدهار مجتمع عج بشتى انواع الاضطهاد والحروب , وهذا مالم نشهده الان على ساحة العراق التي اجتاحها الخريف الاعلامي ليرمي برداءه الشاحب المكفهر على عقول وضمائر واقلام نابضة فأخذ يمتص خضرة اوراقها وبريق جمالها لتسقط اوراقها صفراء باهتة تفترشها ارض الواقع مكونة الصحافة الصفراء التي توارت كل ورقة منها بوابل من تراب الزيف واثارة الفتن وتعزيز النعرة الطائفية بين الشعوب ..تلك الاوراق التي ليس لها في النهاية الا ان تجف تماما وتصبح هشيما تذره الرياح من وقع اقدام نملة.

ولاننكر اثر التطور التكنلوجي ومواكبته مع الحياة اليومية واثره الايجابي في تطور المجتمعات وتنمية افكارها  , الا ان غياب الدور القيادي للاعلام وعدم مواكبته تطور الاحداث السياسية ادى الى ولادة التعددية في الاحزاب والطوائف  وتحول دور الاعلام من الخصوصية الى العامية ليشمل الناس كافة  كل حسب مصالحه  الشخصية مما ادى الى استفحال وباء التعددية في المؤسسات والشبكات الاعلامية المشبوهه والخطيرة تحت ظل التشريعات لقانونية الزائفة التي تتيح حرية النشر وأبداء الرأي ودعمها لصالح جهة معينة

فعلى ارض الخريف الاعلامي وهشاشة أوراقه الصفراء المتساقطة , ولدت حركات ارهابية اجرامية خطيرة استثمرت غياب الرؤية الوطنية للاعلام العراقي وتسيبه في فضاء اللامبالاة وكانت اخطر تلك الولادات هي (تنظيم داعش ) الذي اطلق صرخته الاولى ليخرس العالم العربي والعالمي  مترعرعا تشد ازره تلك الاوراق الصفراء ليخترق  الاراضي العراقية من خلال الفجوات الهائلة والكبيرة بين المسار الاعلامي الحقيقي والمسار العسكري والامني في وقت استنفذ فيه الاعلام كافة عتاده بعد ان كانت قوته تفوق السلاح في وقت مضى فاصبح العراق بؤرة للمطامع والاحقاد لأحتضار دعامته الاساسية التي تستغيث الانفاس ممن التفت حول رقابهم مسؤولية المجتمع وصلاحه.

لذا نهيب بكل المعنيين بأن يتمسكوا بالعروة الوثقى ويمسكوا بأعمدة لها من الاهمية ماتفوق به اهمية كل صرح عظيم  في مخيلتهم وان يدكوا تلك الاعمدة برصانة لأعادة بناء هيكلية اعلامية سديدة  وتحصينها بالعناصر الكفوءة والاقلام النابطقة صوت الضمير بغض النظر عما تحمله تلك العناصر من شهادات اعلامية والاخذ بنظر الاعتبار الكفاءات والخبرة والاحتراف  لمنع الفوضى والخروقات الخارجية وكون الاعلام هو الاداة الاكثر فاعلية في صياغة القرارات والتوجيهات لصلاح المجتمع  ومن ثم تشكيل وزارة خاصة بالاعلام والصحافة تتولى ادارة ومتابعة ورعاية هذه الوسائل الدفاعية المهمة لخلق بلد يسمو بالمصداقية والوحدة الوطنية ضد كافة اشكال الارهاب.

فلنستجمع قوانا ولنجمع تلك الاوراق الصفراء البالية وندفنها جوف الارض لتكون سمادا تحيا به بذور توارت تحت التراب ,فتنمو وتنمو وتخترق رداء الخريف وتمزقه لتنشر بربيعها ربوع مجتمع قاحل متصخر حطه السيل من عل

ـــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك