المقالات

الحرب الناعمة ..ومقاومة الوعي    


عفاف محمد

 

  في الوقت الذي ارتمى فيه العقل العربي بأحضان التغريب، وانحرفت مفاهيمه الإسلامية العظيمة باتت الأمة الإسلامية في مأزق كبير  حيث وقد تنصلت الأجيال الحديثة عن قيمها ومبادئها الدينية والتي جعلت من الجمهور الإسلامي هشاً منقاد يلهث بعد التحضر الغربي المجوف  واضحى الفرد المسلم فريسة  تلك الهالات المبهرجة الفارغة المحتوى .

وقد حاول رواد الحرب الناعمة أن يهيئوا لعقلية الفرد المسلم مفاهيم تنفره عن دينه وأصالته وقيمه حيث وقد جعلوا من ديننا متحجراً، وإسلامنا إرهابياً، وعمدوا الى تشويه الإسلام المحمدي الأصيل .

والحرب الناعمة قد اعتمدت على تلفيق الحقائق وصنفت من يقاومون ظلمهم  بالإرهابيين !!وقد سخر اعداء الأمة الإسلامية ماكينات إعلامية واسعة لتهيئة ذلك وغرسه في العقول  ، وحاربوا كل ماهو مخالف لسياستهتم   .. وجعلوا من كل مقاوم عدو لهم ونعتوه بأسوء الصفات .

وعمدوا الى تلفيق الحقائق و ازدواجية المعايير التي تنطلق من مصلحة الاستكبار لا من الحق.

وسبق وعرفنا ان الحرب الناعمة تركز بأساليبها على الاستمالة والإغواء والجذب، من دون أن تظهر للعيان، ومن دون أن تترك أي بصمات. في حين تركِّز حربهم النفسية والدعاية على إرغام العدو وتدمير إرادته ومعنوياته بصورة شبه مباشرة وعلنية.

 كذلك هي الدول الإستكبارية سعت لتفكيك أواصر الشعوب العربية وخلق حواجز بينها وحرف مفاهيمها بغية إضعافها وسهولة السيطرة على ثرواتهم وحقوقهم وجعلهم خانغين منقادين اذلاء مشتتين لايركزوا على قضايا الأمة الإسلامية المهمة .. وذلك عبر طرق ملتوية  

ووبث مفاهيم خاطئة، وتزيينها وتشويه المفاهيم السائدة. كأن يتحدثون عن الحداثة، وهم يقصدون بالحداثة ترك الماضي بكل ما فيه على أصالة على أنه أصبح مرادفاً للتخلف! ويتحدثون عن الأسرة ويطالبون بعدم تقييدها بالضوابط المعروفة في إدارتها، لتكون أسرةً حرَّة في إطار المساكنة والإنفاق المشترك، وعدم وجود مسؤول عن الأسرة، لتتحول الأسرة إلى بيتٍ يأوي الرجل والمرأة من دون أي تنظيم للعلاقة بينهما! ويتحدثون عن نموذج الغرب في كل شيء، في الطعام والشراب، وطريقة الحياة، وطريقة اللباس, ومواكبة الموضة، ما يؤدي في نهاية المطاف إلى تغيير بعض الحقائق ويؤسس لشخصية مختلفة! يطالبون بالحرية الجسدية والملذات بلا حدود، وعلى قاعدة حق الإنسان في أن يفعل بجسده ما يشاء: أن يشرب الخمر وأن يتناول المخدرات حتى ضياع العقل، وأن يتصرف في العلاقات المحرمة من دون حدود وضوابط بل بتشريعٍ لها وقوننة !!

 ومن واجبنا أن نواجه بوعينا كل  خطوات حربهم الناعمة  التي تستهدف فكرنا وتمخر في ذواتنا لتطويعها لما ينهك قواها ويهز من صورتها الحقيقية ذات العراقة والأصالة .

وعلينا كي نكون أمة واعية أن نواجه الحرب الناعمة ونبرز الحقائق على صورتها،ونفضح مكائدهم  ونكشف حقيقة الإسلام المحمدي بصوره الكاملة

والكشف عن حقوقه الثابتة والمشروعة.

عمدت المنظومة الثقافية الغربية للسيطرة علينا، من خلال التبعية التي يفرضونها علينا  فإذا ما أصبحت أفكارُنا أفكارَهم وقناعاتُنا قناعاتهم، عندها يصبحون هم المعلمين ونحن الطلاب وهم القادة ونحن الرعيَّة، فإذا ما احتجنا لشيء فهم الموكلين بتنفيذه وارشادنا  بذلك يسيطروا على كل شئ ، وكي يسيطروا علينا كلياً  يبدأون بحرف فكرنا فالتبعيّة الفكرية من أخطر ما يستهدفونا به

حيث وان افتقدنا الإستقلال الفكري لن يحقِّق استقلال في الأبعاد الأخرى..!

. وكي نحقق الاستقلال الفكري ونخرج من سجن التبعيَّة . يجب أن نستيقظ من الغفلة، التي فُرضت على بعض فئات الشعب، لاسيَّما العلماء والمفكرين والمثقفين، وأن نعي هويتنا ومفاخرنا ومآثرنا الوطنية.

  نحن كشعب يمني يستهدفوه استهداف مباشر بحرب خبيثة وفشلوا بها ركنوا بعدها على الحرب الناعمة لذا علينا أن نواجه هذه الحرب بوعينا وفكرنا حيث ولنا  خصوصيتنا، ولنا أفكارنا وقناعاتنا،  ويجب أن تبرز، وأن تكون حاضرة، لأنها إذا ما برزت استطعنا أن نتمايز على المستوى الفكري، وعندها نستطيع أن نتمايز في المستويات الأخرى، أمَّا إذا انسحقنا على المستوى الفكري واتَّبعنا الإستكبار فلا يمكننا أن نستقل لا سياسياً ولا اقتصادياً ولا عسكرياً، ولا بكل المعايير الأخرى، فالمسألة تبدأ من الاستقلال الفكري، وهذه مسؤوليتنا في أن نحمي أفكارنا وقناعاتنا وأصالتنا. 

 بعد أن فشلوا في خلق صراع القوى العسكرية،

عمدوا الى نثر بذور صراع عقول وقلوب الناس والرأي العام، حيث و الحروب تخاض ويتم تحقيق النصر أو الهزيمة فيها في ساحات العقول

والقلوب

 بعد عجزهم في ميادين القتال وقد تحقق النصر بالعمل

 على العقل والقلب والفكرة، من هنا تكون عملية المواجهة إلى تأصيل ثقافتنا وأفكارنا.

واخيرا علينا ان نكون واعيين لخطورة هذه الحرب وكيفية التعامل معها للإنتصار عليها ودحض باطلها كي نكون امة مستقلة ومنظمة .

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك