المقالات

ألواح طينية؛ لا وفاء للثعالب..!  

1694 2020-05-20

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com ||

 

الذي حصل بُعَيد إزاحة الصخرة الصماء، المتمثلة بنظام القيح البعثي عام 2003؛ هو بالحقيقة بداية صراع الثعالب المهاجرة، وقد كان صراعاً حتمياً لابد أن يحدث، فالثعالب قد تتوافق مرحلياً، لكنها في النهاية لابد أن تأكل بعضها.

لقد قال معظمهم ؛ أنهم لا يريدون السلطة، وإ، كانوا سعوا اليها فإنما سعيهم اليها من أجل أن يخدموننا،  وكان علينا أن نصدق قولهم، لأن لا خيار آخر بيدنا، صدقنا قولهم مع أننا نعلم علم اليقين، وكتجربة إنسانية، أن أفعلهم لن تكون كأقوالهم، وكانت النتيجة أن ما قاموا به، ما هو إلا بحث عن طريق جديد للسلطة!

 بعد سبعة عشر عاما من الخديعة، تلاشت ثقتنا بثعالب السياسة، وبتنا نشتمهم بأقذع الشتائم، ولأنهم ثعالب كانوا هم أيضا؛ وعلى عادة النساك المتعبدين، يشتمون أنفسهم ودموعهم تفيض بالدمع، بل ظهر كثير منهم على شاشات النلفزيون، مقرين معترفين بذنوبهم، مقرين بأخطائهم، بل أن منهم من أعترف بأنه لص!

لقد رسبوا في معظم الإخابارت، ولا أتصور أن أحداً يمكن أن يثق بشخص، رسب في اختبارات عديدة، لكن لأن السياسة هي فن الممكن، ولأننا لا نعرف بالحقيقة غيرهم، فقد كنا نذهب الى صناديق الإختبار لنمنحهم ثقتنا، بل كنا نصلي خلفهم متضرعين الى الخالق أن يحفظهم، فيما كانوا يتضرعون اليه جل ثناؤه، أن يزيدنا غفلة كي يأكلوا مزيد منا، تماما كدعاء الثعلب يوم أم الدجاج في صلاة!

قديما كانت الناس تذهب الى المشايخ بحثا عن علاج عندما يصبهم مرض أو جرح، ويحكى أن أحد الأعراب عضَّه ثعلب، فأتى لإحد هؤلاء المشايخ ليرقـيَه من العضة، واستحيا أن يقول للراقي إنه أصيبَ من عَضَّة ثعلب، وقال: عضَّني ذئبٌ؛ فارْقِــني منها، فبدأ الراقي بالقراءة عليه والنفث، فقال له بصوتٍ منخفض: حبذا – أيها الشيخُ – أن تخلطَ رقيتَكَ هذه بـِـرُقْــيَةِ الثعالب!

قصة هذا الأعرابي وعضة الثعلب؛ تختصر لنا حكاية تصرفات السياسيين كلها، كما توضح لنا  مواقف غالبية؛ من نسميهم جزافا بالنخب الفكرية والإعلامية تجاه الأحداث؛ فجميعهم يتحدثون عن "قيم عليا"، وعن "أخلاقيات" و"أهداف نبيلة"؛ وعن "واجب" محاربة الفساد، وعن "أولويات" الوطن والمواطن والمواطنة والوطنية، بـ"طنين" كنا احت تأثيره المخدر لسبعة عشر عاما.

 لكن الهدف الحقيقي للسياسي الثعلب، يظل قابعًا تحت تلك الشعارات الظاهرية، وذلك أن الجمهور يبحث عن البطل، الذي يمثل تلك القيم العليا، ويحقق تلك الأهداف السامية، والسياسي يطرح نفسه على أنه هو البطل الذي يحقق ذلك، فهو داعية الخير والحسن والجمال، وهو محمل القيم العليا وصاحب الأهداف النبيلة، ويصور لنا خصومه على أنهم دعاة الشرور والقبح والأهداف الشخصية الدنيئة!

الثعلب السياسي تقف معه وخلفه وسائل إعلام جبارة، تمتلك مواهب وآليات عظيمة، اتتكفل بصنع ذلك كله!

كلام قبل السلام: ساستنا ومن يتحكمون في صنع القرار بهذا البلد رضعوا حليب الثعالب، فقد أوهموننا بأنهم ردوا لنا حقوقنا السياسية وخيراتنا الاقتصادية، غير أنهم في حقيقة الأمر لا يردون لنا إلا أوهاما يصنعونها، لنتهافت عليها ليأخذوا منا في غمرة تهافتنا على تلك الأوهام، ما تبقى من خيرات ومقومات ..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك