المقالات

 علم المثليين في بلاد الصدّيقين  


جمعة العطواني ||

 

 

ربما يكون مفاجئا للكثير الفعل ( اللا اخلاقي) الذي قامت به بعثة الاتحاد الاوروبي في العراق بالتعاون مع السفارتين البريطانية والكندية من خلال رفع علم( المثليين الجنسين) داخل الاراضي العراقية وفِي قلب عاصمة العراق .

وقد يستغرب الكثير ايضا لهذا الفعل ويتساءل عن دواعي ومسوغات القيام بهذا العمل في هذا التوقيت ، واصحاب هذا الفعل يعلمون ان ( المثلية ) الجنسية تمجها الفطرة الانسانية ، وتحرمها كل الشرائع السماوية ، فضلا عن الاعراف الاجتماعيةِ والعشائرية التي تتحلى بمكارم الأخلاق، وتجمع ما بين الضوابط والاحكام الأسلامية ومكارم الأخلاق الاجتماعيةِ .

لكن ربما فات المستغربين لهذا الفعل قضية تمثل ( اساس) الصراع الذي تعيشه المنطقة والعالم الاسلامي اجمع .

اساس هذا الفعل انه يدخل في صراعنا مع العدو في جبهة اخرى من جبهات الصراع، فازعم ان الكثير يعلم ان صراعنا مع الاستكبارِ العالمي الذي تقوده امريكا ، وأدواتها في المنطقة من أمراء الخليج وبعض ( الناشطين في بلدِنا ، هذا الصراع فيه جبهات، منها ما هو عسكري ، ومنها ما هو سياسي واقتصادي ، ومنها ما هو اعلامي، لكن في تصوري ان اخطر الجبهات هي الجبهة الثقافية

كل الجبهات التي ذكرناها أو اغلبها لها وقت محدود ومطاولة محددة، لكن الجبهة الثقافية لا حد لها ولا نهاية، وهي قديمة بقدم الانسان ودائمة بِدوامِه على الارض، ونتصور ايضا ان كل الجبهات تتوقف الانتصارات فيها على الجبهة الثقافية، فمن يخسر ثقافيا لا تنفعه كل الانتصاراتِ في الجبهات الاخرى.

العدو يعرف هذه الحقيقة، لذا فهو لم ييأس بسبب خساراته الكبيرة في الجبهات العسكرية والسياسية والاقتصادية، لانه لا زال يعول على انتصاره في الجبهة الثقافية .

لا زالت تحضرنا مقولة لقائد الثورة الاسلامية الامام الخامنئي وهو يحذر من الحرب او الغزو الثقافي فهو يقول ( ان الغزو الثقافي اخطر من الغزو العسكري)، وبالفعل من يدقق ببصيرة يجد ان الغزو الثقافي اخطر من الغزو العسكري، لان الغزو العسكري ربما يستهدف بدن وجسم الانسان، لكن حتى بعد مقتل او استشهاد هذا الانسان في الجبهة العسكرية تبقى روحه ورسالته شامخة وذا قيمة إنسانية كبرى، تمثل رمزية للاجيال اللاحقة لتحذو حذوه في الطريق الذي استشهد لاجله .

لكن في الغزو الثقافي فان العدو يستهدف فكر الانسان وعقله  وثوابه وقيمه الرساليةَ ، واذا فقد الانسان كل تلك الثوابت فانه سيتحول الى جثة بلا قيمة، ولا يختلف عن البهيمة الا بالهيأة الخارجية، وانه يمشي على اثنين والبهيمة تمشي على اربع، وهذا هو الخطر الحقيقي الذي يهدد ثوابتنا وهويتنا ومعتقداتنا .

العدو يريد ان يمسخ ناموس إنسانيتنا ويسلب عقيدتنا الراسخة في ديننا وائمتنا ومراجعنا ، وهذا الطريق هو اكثر الطرق اختصارا للوصول الى اهدافه الاستراتيجية ، فبدل من احتلال دول اسلامية فيها مئات الملايين من المسلمين يتعففون من القاذورات التي تتعارض مع فطرتهم ودينهم، وعندها يواجه العدو جيوشا من المؤمنين العقائديين الذين يضحون بوجودهم من اجل وجود دينهم، العدو يحاول اختصار الطريق باستهداف هذه الثوابت ومحاولة التشكيك فيها، وترويض المجتمعات الاسلامية على ثقافات تمسخ عقولهم وتلوث فطرتهم وتغير ناموسهم، عندها سيدخل العدو محتلا بلا سلاح يذكر، ولا عناء يبذل.

هذه اصل المواجهة الحقيقية، والتي تحتاج منا جميعا الى وعي وبصيرة ودفاع لايقل عن دفاعنا عن أرضنا ومقدراتنا في المواجهة العسكرية .

ـــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك