المقالات

فوائد الخوف  

1222 2020-05-17

هادي جلو مرعي ||

 

أولها: أنه يقضي على الكسل.

ومثلما أن للفواكه وللنباتات البرية وللخضار فوائد صحية للإنسان كأن تقيه الأمراض، وربما العوارض النفسية، فكذلك لبعض طرق الإدارة في العمل والسياسة والحياة اثر إيجابي يؤدي الى النجاح والإلتزام، وعدم الخروج عن القوانين والضوابط، ولايمكن لتلك الطرق ومايصحبها من إجراءات ان تكون ناجعة إن لم يكن معها بعض الخوف من عقوبة. ولذلك قيل: من أمن العقاب أساء الأدب. وفي الجيش والشرطة، ومؤسسات الدولة، وفي الأسرة، وفي العلاقات الإجتماعية لابد من بعض الخوف.

لايؤدي الموظف ماعليه من واجبات إن لم يخف من العقوبة، ولايصل الى مكان العمل في الموعد المحدد إن لم يخف من المحاسبة، ولايرعوي البعض من الموظفين عن الرشوة، وممارسة الفساد إن لم يخافوا من قوة القانون، وفي العلاقات العامة يحاول البعض مع ضعف القانون أن يطبقوا قانون القوة، فيفرضون على الناس أجنداتهم وإشتراطاتهم، وحين يغيب القانون يشكل البعض تنظيمات عصابية تخيف الناس، وترهبهم، وتسلبهم أموالهم، ويقوم أفراد وجماعات بإبتزاز أصحاب المصالح والأموال ليسلبوهم أموالهم، أو يحصلون على إتاوات، وإن لم يردعوا بالخوف والشدة والحبس وحتى الإعدام فإن المجتمع سيضيع.

لايحترم الناس القانون عندما لايقف عليه رجال أقوياء، وحين لاتقوم الدولة بواجباتها، وحين ينشغل الساسة بمصالحهم وقضاياهم الشخصية والحزبية، فيخالف الناس إشارات المرور، ولايحترمون القوانين، ويتعدون على بعضهم البعض، ويتطاول القوي على الضعيف، بل ويتعدى المشتغلون ببعض المؤسسات على المواطنين، ويستغلون ضعفهم، ويبتزونهم، وحين يعم الفساد يغيب القانون لأن أحدا لايعود مهتما بتطبيقه، ويتحول الأفراد الى ذئاب متوحشة.

في الجيش لايلتزم الجندي بتطبيق القوانين العسكرية، ولايتدرب بجدية، ولايقاتل بشراسة إن لم يشعر بالخوف من قائده، وحتى عندما يتطوع الإنسان للقتال فإن الخوف من العدو، ونواياه تدفعه ليكون مقداما في المواجهة، وفي علاقة الإنسان بالإله يكون لعامل الخوف الأثر في الطاعة، والإبتعاد عن المعاصي، وهو الخوف من الغيب، مثلما هو الخوف الحضوري.

الخوف يقضي على الكسل. حين نخاف أن نتأخر عن الواجب، وعن المدرسة، وعن العمل، وعن الإلتزام بالقانون. عدم الخوف سبب رئيس في خراب البلدان

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك