المقالات

أنكر الأصوات...  


علي علي ||

 

  بدءًا، أود الإشارة الى تسميات أصوات الدواب باللغة العربية، وما استذكاري لها إلا لأنها ماعادت تخص الحيوانات فقط، فهناك كثير من الذين يرتدون لباس بني آدم ويتزيون به، فيما هم على حقيقتهم غير ذلك، ومصطلح "حيوان ناطق" قد يضطرنا الى استحضاره واستخدامه في مجتمع لاإنساني، ما لنا بد من العيش فيه ضمن المجتمع الإنساني الذي يحتوينا. وأظن في عيش كهذا مرارة قالها المتنبي في بيته:

ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى

  عدوا له ما من صداقته بد

إذ يطلق مسمى: (رغاء) على صوت البعير، و (خوار) على صوت البقرة، و (ضغيب) على صوت الأرنب، و(شحيج) على صوت البغل، و (نعيق) على صوت البومة، و (نعيب) للغراب، و (ضباح) للثعلب، و(خترشة) للجرادة، و (نهيق) للحمار، و (مأمأة) للخروف، و (ثغاء) للماعز، و(قباع) للخنزير، و (عرير) للصرصور، و (زمجرة) للضبع... والقائمة تطول على عدد الحيوانات المخلوقة على وجه المعمورة. وإنه لمن المضحكات المبكيات التي مرت على العراقيين خلال العقود الخمسة المنصرمة، ارتفاع دوي وجعجعة وكثرة الكلام -الفارغ طبعا- واللغو واللغط والغلو، في أرجاء الساحة السياسية التي يتصدرها قادة البلد على مر تلك العقود من دون انقطاع، بل أن وتيرتها في تزايد لايقف عند حد، والغريب في الأمر أن اللغو لم يكن محصورا فيما يلقى من الكلام او المسموع منه، بل تعدى ذلك الى حيث الكلام المقروء، والتصريحات والخطابات.

ولا أريد الإطالة أكثر فالتصريحات والقرارات المتخذة طويلة عريضة تغرد في وادٍ، فيما مطالبات المواطن الملحة والضرورية وحاجاته الماسة تصرخ في وادٍ غير ذي أذن تصغي لها، كما أن البلد اليوم بانتظار قرارات حاسمة حازمة في مفاصل عديدة على شفا حفرة من هاوية عميقة، وكان الأولى بالمجلس التشريعي مناقشتها والبت بها (اليوم گبل باچر).

 إنه لمن المؤلم حقا ان تعلو مسميات الأصوات التي ذكرتها آنفا في أجواء العراق السياسية ومجريات اجتماعات مجالسه الثلاث، والمؤلم أكثر اختفاء أصوات أخرى نحن اليوم ننادي باحتياجنا الحتمي لها، لاسيما أننا في حلبة الصراع مع المفسدين، تلك الأصوات هي؛ (تغريد) للبلبل، (هديل) للحمامة، (زقزقة) للعصفور، (عندلة) للعندليب. فمن من ساستنا يتندر ويسمعنا شيئا من الأخيرات، وياحبذا لو أكرمونا بسكوتهم عن الأوليات، وقد قال تعالى: "إن أنكر الأصوات لصوت الحمير".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك