المقالات

العراق الدولة المؤجلة  

948 2020-05-14

هادي جلو مرعي ||

 

لم أجد أفضل من هذا التعبير لوصف الحال الذي عليه بلد أمضى مئات من السنين في كنف الإستعمار العثماني، ومن ثم البريطاني بعد أن كان مركز الحكم للدولة العربية الإسلامية التي حكمت مساحات من العالم، حتى صارت واحدة من عديد الولايات التابعة للسلطنة العثمانية، ثم دولة مستعمرة تحت حكم لندن، ومن ثم دولة إنقلابات وحكومات الفرد الواحد، ثم حكومات الفوضى والفساد والفشل والتبعية للخارج الذي يهتم بمصالحه، دون النظر بمصالح الدولة التي سلم أبناؤها قيادها بيد دول أخرى، فصارت رهينة لقرار الخارج، ولم يعد لقرارها الوطني من وجود.

الدولة التي يمكن ان تستحق تسمية الدولة هي التي تحكمها المؤسسات، ويكون قادتها وطنيين لايخوضون حربا لأن أحدا طلب منهم ذلك، ولايكونون جزءا من محاور مصالح كبرى لاترعى مصالح بلدهم، وأن تكون كل الإستثمارات والمعامل والمزارع ومراكز البحث والدراسات ومحطات توليد الطاقة ومصانع الغذاء والدواء والملبوسات معطلة لكي تبقى تلك التي نتمناها دولة مرتهنة للخارج، ومستوردة فقط، وممنوع عليها أن تصنع وتزرع وتنتج، وتكون لديها قطاعات وطنية تغير مسارها، وتحول الدخل القومي المالي من النفط الى غيره، خاصة وإن الثروات هائلة، والخيرات لاتعد ولاتحصى، والكفاءات على مستوى من الأهلية والكفاءة ماثبت نجاحها خاصة التي تتاح لها فرص الإبداع على الصعيد المحلي، أو الخارجي الذي شهد للعراقيين بحسن التفكير والتدبير.

قرار تأجيل قيام الدولة العراقية مرتبط بملفات معقدة مرتبطة بالخارج، ومصالح وصراعات الدول الكبرى التي تريد حكما ضعيفا، وقادة أتباعا، وليسوا أصحاب قرار، ورؤية مستقلين لضمان أن لايخرج العراق عن دائرة تلك المصالح، الأمر الذي يصعب مهمة كل وطني مخلص خاصة إذا كانت سفارات دول وأجهزة مخابرات محترفة تضغط لإبقاء هذا البلد مثل رجل مكتوف الأيدي، لاحول ولاقوة له، وعليه أن ينتظر مايقرره الآخرون. فرجاله قرروا أن يعملوا لغيره، ويخدموا غيره، ولم يعد هو من أولوياتهم.

ـــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك