المقالات

واشنطن في العراق والامال على ازمة لداعش  


عبد الخالق الفلاح /  باحث واعلامي ||

 

 

تأتي التحركات الاخيرة لعصابات داعش ضمن حلقة لعودة الحياة من جديد في بدن هذه المجموعات المدعومة من قبل الولايات المتحدة الامريكية ولإيجاد المبرر لاحتلالها للعراق و للضغط على اعدائها ومنافسيها في المنطقة. وقبل اجراء المباحثات المؤملة في حزيران القادم حول جدولة الانسحاب الامريكي وهي احدى أهم مهام رئيس الوزراء القادم ، بعد حصوله على الثقة في تنفيذ قرار البرلمان بطرد جميع القوات الأجنبية من العراق و في الواقع ان قرار البرلمان هو أحد أهم الشروط التي ينبغي للمكلف ان ينفذها بعد انتخابه رئيساً للوزراء.

واشنطن كانت قد اعلنت مؤخرا بضجة كبيرة في الاعلام عن الإخلاء والانسحاب من عدة قواعد صغيرة في العراق. وجرى لاحقًا الاعلان أن الغرض من إخلاء القواعد كان تجميع قوات ما يسمى التحالف ضد داعش في قواعد عين الأسد العسكرية في محافظة الأنبار وناحية الحرير في محافظة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق  وبعد تحرك هذه المجموعات في مناطق “البوكمال” السورية و”الربيعة” العراقية. وقد اتهمت روسيا في وقت سابق أمريكا بإرسال معدات حربية للإرهابيين في هذه المناطق بحجة ارسال المساعدة الإنسانية لمخيم الركبان على الحدود السورية العراقية

 ويعتقد الجميع أن واشنطن تبحث عن استراتيجية إحياء داعش بعد الفشل المتكرر في مشهد المعادلات الميداني في العراق وصمود قوات الامنية المتمثلة بالجيش والشرطة والحشد الشعبي بوجه داعش ،ويظهر ان واشنطن واثقة من أنه سيُطلب منها قريباً مغادرة العراق. لذلك ، فإن الأزمة الوحيدة التي يمكن أن تؤخر هذا الطلب في هذه المرحلة هي إعادة تنشيط هذه الجماعات الإرهابية .

ان هذا المجموعات الارهابية لا تزال تحتفظ بخلايا نائمة في مناطق واسعة من العراق وقد تم دعمها بقوات من سورية نحو الحدود العراقية اخيراً لتشن هجمات بين فترات متباينة ،واخرها ليل الجمعة السبت، على حشد فوج دجلة في منطقة مكيشيفة بمحافظة صلاح الدين وادى الى استشهاد  11 فرد من ابطال عناصر الحشد الشعبي قتلوا في هجوم لتنظيم داعش الإرهابي على فوج دجلة منهم في هذه المنطقة.وقد استغلت هذه المجموعات الوضع السياسي الحالي المرتبك والصراعات في دوامة المنازعات والمناكفات السياسية حول تشكيل الحكومة وغياب دورها في الوقت الحالي وضعف تعاملها مع داعش مما رفع مستوى عملياته وأنشطته مؤخراً وقد شهدت الأيام والأسابيع الأخيرة تزايداً ملحوظاً وارتفاعاً في وتيرة نشاط هذا التنظيم الإرهابي في مناطق متعددة من العراق، بشكل مكثف في مناطق «رخوة» أمنياً في المثلث المحصور بين محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك، بسبب الطبيعة الجغرافية الصعبة لهذه المناطق من جهة، والمشاكل الأمنية والسياسية فيها، باعتبار أغلبها من المناطق المسماة "المتنازع عليها" و مستغلاً الأوضاع الاستثنائية والانشغال بالمشاكل السياسية وانتشار وباء (( كورونا ))مما امكن  لداعش من إعادة تنظيم صفوفه من خلال قيادة تعمل وتتحرك على الأراضي العراقية والغفلة من الاجهزة الامنية ان تأØذ الموضوع على محمل الجد، وبعيدا عن كل السياقات والانجرار ورائها، وما قد تسببه التحركات الاخيرة من وقع مأس وتعقيدات جديدة ولضرب الوضع الهش اساساً . على الحكومة العراقية ان تتحلى بالشجاعة والقوة وهي تواجه عصابات داعش الارهابي وهويملك الارضية التي تساعده في مراحل الكسب والتأييد، وليست هالة إعلاميّة مثلما يذكرها البعض وسوف يعود متماسكاً بهذه الوضعية كما كان عليها في السابق من خلال تجديد مهامه الرئيسيّة وقدراته العسكريّة.

  وعلى قادة العراق وعقلاءه عدم العمل مع هذه المجموعات الخطيرة التي زرعت داخل الوطن و المجتمع العراقي ببرود وتراخي ولا مبالاة على اعتبار ان هذه التحركات غير مؤثرة . وان لا تتقدم بأي مصلحة على مصلحة الوطن ، والتعلم من من نتائج الهجمات الاخيرة الحفاظ على الامن القومي والسلم الاهلي والمجتمعي من كل طارئ او دخيل . والتعامل بحكمة وشفافية مع قضية مهمة مثل هذه لانهاء هذا الملف الخطير .

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك