المقالات

كورونا والنفط والحلقة الأضعف


لؤي الموسوي

لا يخفى على الجميع، أن الركود الذي أصاب العالم بأسره، سببه فيروس كورونا، الذي اَلّحق اضراراً بليغة في الإقتصاد العالمي، ما أدى إلى ضعف التبادل التجاري، و أنخفاض حاد في أسعار النفط، الذي بدوره سيؤدي إلى اثار سلبية، سيما البلدان التي تعتمد في مواردها النفط العراق منها، الذي يعتمد كلياً على النفط في موزانته السنوية بشقيها التشغيلي والإستثماري، التي منها دفع رواتب الموظفين.. لكن البلدان الصناعية التي لديها موارد أخرى لن تتأثر كثيراً عما هو عليه في العراق.

المثل القائل "غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع"، الخالق الواهب "جل جلاله"، وهب هذا البلد الكريم الكثير من الخيرات التي لا تعد ولا تُحصى؛ منها ما في باطن تربته ومنها ما في ظاهرها ولا ننسى سماءه، لكن سوء الإدارة المتبعة منذ عقود طويلة، أدت ان يكون العراق فقير، لهذا يتاثر بالأزمات الخارجية منها والداخلية.

في كل ازمة تتجه أنظار الحكومات المتعاقبة إلى الحلقة الأضعف في الصِراع، وهُم شريحة الموظفين، كما حصل ذلك عند دخول داعش الإرهابي لجزء من محافظات العراق، حيث تم تخفيض نسبة معينة من رواتبهم لدعم عمليات التحرير.

فيروس كورونا وعِناد كل من السعودية وروسيا في اغراق الأسواق العالمية بالنفط القيا بظلالهما إلى أنخفاض اسعار النفط، لهذا اتجهت انظار الحكومة العراقية، التي تعتمد النفط في مواردها، وبسبب سوء إدارة عجلة إقتصاد البلد، إلى التلويح مجدداً في خفض راتب الموظف، لسد العجز الحاصل في الموازنة، الذي هو في الاساس لا يلبي احتياجاته نصف الشهرية، لكن الحكومة لم توجه انظارها نحو إنجاح الإقتصاد العراقي والعمل على تطويره، رغم ما يتمتع به من خيرات عديدة طيلة العقود الماضية، وفي الوقت نفسه لم تُكَلِف نفسها في ان تحاسب المتاجرين بمقدرات العراق واسترجاع ما تم الإستيلاء عليه من قِبل تُجار المناصب والسياسة، لكنها تتجه نحو الحلقة الضعيفة وهُم شريحة الموظفين الذي غاليبيتهم لا يمتلكون سكن، ولم تتجه انظارها لمن يمنحون بدل طعام وسكن ووقود سياراتهم وحماياتهم الشخصية بمبالغ طائلة اثقلت الميزانية لعقود من الزمن، كما كان يفعل المجرم صدام في فترة حكمه!

ما يحصل من أنهيار شبه تام في الإقتصاد العراقي، الحكومة الحالية تتحمل جزء منه، لكن الجزء الاعظم منه، تتحمله حكومات الميزانية الأنفجارية، التي لم تسع يوماً لبناء الإقتصاد العراقي بطرق ناجعة، بل تركته يغرق.. سنحصد ثِمار سوء الإدارة لعجلة الإقتصاد، التي سيدفع ضريبتها المواطن.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك