المقالات

ألواح طينية؛ تغيروا قبل أن تُغَيروا..!  

1384 2020-04-26

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

 

الأزمة السياسية التي وُضَع العراق فيها محور الشر الصهيوسعوأمريكي، كانت مقدمة لمآرب خبيثة، وأهداف بعيدة تهدف في نهاية المطاف؛ ليس الى جعل الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، جزءا مقبولا في منظومة النظام السياسي في المنطقة، بل الى أن يكون العنصر القائد فيها، وهذا كان يحتاج الى إحداث تغيير جذري، في دول المنطقة لمصلحة تحقيق الهدف.

التغيير الجذري؛ بدأ بإفتعال ما يسمى بالربيع العربي في دول المنطقة، وأنتهى بمحاولة تفكيك النظم السياسية العربية المستهدفة، وتشكيل مشهد جديد في المنطقة..

العراق؛ ونظرا للتحول الكبير الذي حدث فيه عام 2003، بزوال نظام القهر الصدامي، الذي أثبتت وقائع التاريخ؛ أنه كان في طليعة العاملين على تحقيق الأهداف الصهيوأمريكية، كان في طليعة أهداف المشروع الصهيوأمريكي، الذي وجد أنه أرتكب خطأ فاحشا بحق أداة مهمة من أدواته، تتمثل بنظام صدام الخادم المطيع المجاني.

لذلك فإن مخططا كبيرا نُفذ ويُنفذ في العراق؛ لمصلحة المشروع الصهيوأمريكي، الذي أنضمت اليه دول الجزيرة والخليج( السعودية والإمارات بالأساس)، بعدما وجدت أن بقائها منوط بنجاح المشروع الصهيوأمريكي.

هدف المشروع إياه واضح ومحدد، ولا يحتاج الى كثير من العناء لمعرفة تفاصيله، ويتمثل هذا الهدف بصناعة نظام حكم، ليس مواليا للمشروع فحسب، بل يجب أن يكون جزءا فاعلا فيه ومنه.

البداية كانت بإفساد الدولة العراقية، مرورا بإفساد الطبقة السياسية المتصدية، وإغراقها بمشكلات السلطة، والعمل على فصلها عن قواعدها الجماهيرية، وتحويلها الى طبقة منبوذة منشغلة بالصراعات البينية، وآفات العمل السياسي وأمراضه، وقد نجح المشروع في ذلك نجاحا باهرا، ومن لم ينجح معهم المشروع سعى الى تسقيطه بعمل إعلامي كبير وممنهج، وما يتعرض له الحشد الشعبي ومحور المقاومة من هجوم إعلامي دائم وكاسح، ليس إلا إنموذجا لهذا العمل الخبيث..

صورة الطبقة السياسية السيئة اليوم ، لا تحتلج الى ترميم وصيانة، فمهما بذل المخلصين من جهد، فإن ذلك لا يمكنه أن يحسن الصورة أبدا، والمطلوب إزاء هذا الواقع الذي يجب أن نعترف به جميعا، كمقدمة صالحة لإنتاج حل واقعي، هو أن نبحث في أوساط شعبنا، عن عناصر تصلح لأن نقدمها؛ كممثلين حقيقيين لإمال وتطلعت العراقيين.

الأمر ليس عسير البتة، والوسط السياسي الشيعي بالتحديد، يعج بفائض من الكفاءات والقدرات ومخزون بشري لا ينضب، يمكن أن يكون بديلا حقيقيا عن الفاشلين السيئين، ويستطيع النهوض بمهمة مقاومة  مشروع هدم الدولة العراقية، ويستطيع أيضا إنتزاع الفرصة من الغصة.

العراق يحتاج الى تغيير سياسي ومؤسسي جذري.. وهذا التغيير لا يتعين أن يكون صفريا، أي إنقلابا كا يروج لذلك بعض البلهاء، بل يجب تقديم البديل الذي أشرنا اليه بنكران ذات وبروح المسؤولية.

الواجب دفع البديل الموازي الموجود الى الأمام، وإفساح المجال له لتسلم قيادة العملية السياسية، وهي فرصة مثالية لدفع الشباب والعناصر الكفوءة، برؤية مسؤولة تنظر الغد بأدوات الغد، مع تخلي ساسة الخطوط الأولى الحاليين عن عقلية الإسئثار التي تطبع وجودهم السياسي..

الهدف السريع لموجهة جائحة التغيير السياسي الذي سيحدث شئنا أم أبينا، يجب أن يكون برؤية ونسق جيد، يستشرف المستقبل إعتمادا على الحاظر ، إستلهاما للماضي، وبصناعة ساسة متمرسين ومدركين وطنيين.. هدفهم واحد ومحدد هو التغيير من الداخل، لأن التغيير المٌحدث من داخل المنظومة، يكون أقوى تاثيرا واكثر نضجا وأعلى مستوى،  لأن التغيير يستند الى اصلاح ممارسات خاطئة، والتطوير يخضع الى واقعية السياسة في العراق.. وليس للتنظير وهذا يتطلب جراحات عميق وعاجلة، ووقت وجهد وتضحيات..

كلام فبل السلام: أمامنا هذا السبيل وليس غيره،أما غيره فسيكون انتحارا ونارا تأكل الأخضر واليابس.

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك