المقالات

نظام المحاصصة والطبقة السياسية  

1592 2020-04-23

مهدي المولى

 

أيها العراقيون ألأحرار  أعلموا علم اليقين ان الطبقة السياسية بكل أشكالها وألوانها لم ولن تتخلى عن  نظام المحاصصة  لأنه  الوسيلة الوحيدة التي تحميهم وتدافع عنهم وتحمي كراسيهم وتغطي  سلبياتهم ومفاسدهم وموبقاتهم وتزوق وتجمل وجوههم لهذا فهم  متمسكون بها كل التمسك  وملتزمون بها  ولن يتخلوا عنها  مهما كانت المصائب والكوارث التي تواجه العراق والعراقيين  إياكم  أن تنخدعوا  بالصراعات والخلافات التي تنشب في ما بينهم   أنها شكلية من أجل تقسيم المغانم والغنائم وهذا أمر طبيعي يحدث بين أفراد أي عصابة من اللصوص عند تقسيم  ما سرقوه لكن عند ما  يواجهوا الخطر يتوحدوا ويتصدوا لذلك الخطر.

وهذا ما حدث ويحدث للطبقة السياسية التي استلمت الحكم بعد تحرير العراق من  بيعة العبودية التي فرضها الطاغية معاوية والتي  قرر تجديدها الطاغية صدام لكن شعبنا قبرها وقبر كل من دعا اليها  قديما وحديثا  لو تمعنا في حقيقة كل عناصر تلك الطبقة ( الطبقة السياسية)  لأتضح لنا بشكل واضح وجلي  لا يملكون خطة ولا برنامج  رغم الأغطية التي تغطوا بها مثل العشائرية والطائفية والقومية وحتى المدنية والعلمانية واليسارية  أنها مجرد أغطية لخداع وتضليل الناس  للصعود على أكتافهم وتحقيق رغباتهم الخاصة ومنافعهم الذاتية ليس الا.  

لهذا وجدنا الخلافات السنية السنية والشيعية الشيعية والكردية الكردية أكثر بكثير من الصراعات والخلافات التي سميت بالسنية الشيعية والعربية الكردية  من هذا يمكنني القول لا يمكن القضاء على الخلافات  العنصرية اي العربية الكردية والخلافات الطائفية اي الشيعية السنية الا بالقضاء على الخلافات والصراعات الشيعية الشيعية والسنية السنية والكردية الكردية  وهذا هو الصعب  بل   المستحيل.

 والسبب واضح ومعروف  لان عناصر الطبقة السياسية كما قلنا لا يملكون خطة  برنامج يستهدف بناء العراق وسعادة العراقيين  فكل الذي يرغبون به ويتمنونه هو الحصول على الكرسي الذي يدر أكثر دولارات ويمنحهم القوة والنفوذ والسيطرة على ألآخرين  لا يشغلهم أمر الشعب ولا همومه ولا معاناته  ولا آماله ولا آلامه ولا حتى القومية او الطائفة او المحافظة التي كثير ما يتحدثون بها من أجل تحقيق مآربهم الخبيثة  ومصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية تجاهلوا الطائفة القومية  المحافظة وتنكروا لها وكثير ما يتجنبوا لفظ عبارة شيعة سنة عرب كرد بحجة أنا لا أحب مثل هذه التقسيمات.

تذكرت موقفا  للرئيس الفرنسي ديغول  زار الجزائر والتقى ببعض الثوار الجزائريين وكانوا يطالبون بالاستقلال  لكن ديغول  كان يدعوا الى التريث بعض الوقت  فأذا  أحد الجنرالات الذين كانوا مع ديغول  يدخل على الخط ويطلب من ديغول  دعهم يستقلون وسيقوم بعضهم بقتل البعض وفعلا  منحت الجزائر  استقلالها وبدأت عمليات القتل والذبح حتى اليوم.

من هذا يمكننا القول ان  الصراعات والخلافات التي  تحدث في العراق ليست صراعات سنية شيعية ولا عربية كردية وإنما صراعات سياسية بين الطائفة الواحدة بين القومية الواحدة من اجل المصالح والمنافع الخاصة ولا علاقة لها بالقومية ولا الطائفة ولا الدين ولا حتى المحافظة.  

فلو فرضنا منحنا الآن حق  الانفصال لشمال العراق والله ستجرى مذابح ومعارك بين  عناصر  الطبقة السياسية في المنطقة لا تذر ولا تبقي  وهذا ما حدث بعد  إنتفاضة آذار وتحرير شمال العراق من قبضة الطاغية وزمرته   وأصبح شمال العراق اي سليمانية ودهوك واربيل بيد أبنائه فقامت حرب ضروس بين مجموعة البرزاني ومجموعة الطلباني حتى ان البرزاني استعان بعدو العراقيين صدام لذبح الكرد وسبي واغتصاب  النساء في اربيل والسلمانية وتمكن من تعيين مسعود شيخ على اربيل.

وهذا ما يحدث في جنوب ووسط والعراق وبغداد بين الصدر والحكيم والعامري وغيرهم والدليل لم ولن يتفقوا على شخص يحكم العراق وكأن لا دستور ولا مؤسسات دستورية ونفسه يحدث  بين  أبناء  المنا طق الغربية.

لهذا أدعوا كل عراقي حر  من كل طائفة وعرق ولون ودين ومحافظة الى الوحدة وتشكيل تيار عراقي ويصرخ صرخة عراقية واحدة انا عراقي وعراقي أنا   متحديا  أعداء العراق  من أجل وحدة العراق ووحدة العراقيين وبناء عراق حر ديمقراطي تعددي يحكمه الدستور القانون والمؤسسات الدستورية والقانونية ويضمن لكل العراقيين المساواة في الحقوق والواجبات ويضمن لهم حرية الرأي والعقيدة .

لا شك قامت مثل هذه الحركات لكنها فشلت وذبحت في مهدها منها ثورة البرلمان تلك الثورة التي  لو  تمكنت من النجاح لتمكنت من تغيير الوضع العراقي  وقضت على نظام المحاصصة وكل من يدعوا له لأن البرلمان هو المؤسسة الوحيدة التي لها صلاحية التغيير  لكنها فشلت وذبحت في مهدها.

ثم جاءت المظاهرات الشعبية التي  انطلقت من مدن الوسط والجنوب وبغداد ضد الفساد والفاسدين ضد  حكومة الفساد حكومة المحاصصة ومن يدعوا اليها وكنا نأمل ان تمتدد لتشمل كل المحافظات العراقيين لكن أعداء العراق من ال سعود وكلابهم الوهابية والصدامية و أنصار حكومة المحاصصة تمكنوا من اختراقها والسيطرة عليها وحولوها من سلمية حضارية الى إرهابية داعشية صدامية ومن عراقية الى طائفية عنصرية وحصروها في المناطق الشيعية وضد المسئولين الشيعة.

 وهكذا تمكنوا أنصار حكومة المحاصصة من النجاح  وإلغاء حكومة الكتلة الأكبر اي الأغلبية تحكم والأقلية تعارض .

ــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك