المقالات

قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا  


خضير العواد

 

هكذا بهذه الكلمات التي أفصح عنها كتاب الله سبحانه وتعالى يحاول الإنسان أن يعود الى الدنيا بعد موته لكي يصحح اخطائه وتجاوزاته بعد ما شاهد من هول العذاب وشدة العقاب ودقة الحساب أو أراد الإنسان أن يستزيد من الحسنات وكثرت الثواب حتى يحصل على رفيع المقام في جنات الرحيم الغفار ، لأن الإنسان مهما فعل من خيرات وترك النواهي والموبقات فهو يعيش في ندم كبير بعد الممات لأنه يريد الاستزادة في درجات الجنان والمقامات الرفيعة ما بين الصديقين والشهداء والأنبياء والمرسلين فيريد الاستزادة وجمع أكبر قدر ممكن من الثواب والحسنات فيكون بعد الممات نادماً ، لهذا ينادي ويكرر النداء ويستغيث لعله يرجع ويستزيد من الثواب والخير الكثير وتصحيح الأخطاء ولكن يأتي النداء (كلا إنها كلمةٌ هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون)( 1) ويبين القرآن الكريم لماذا إنها كلمة هو قائلها لأنه إذا عاد فأنه سيعود الى أعماله السابقة وينسى الموت وحساب القبر وظلماته إذ يقول الله سبحانه وتعالى ( ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون)( 2) .

بين أيدينا الآن فرصة لا تعوض ولا تتكرر بل هي المبتغاة في ازدياد الخير والثواب وتصحيح الأخطاء وفيها العودة الى طريق الله سبحانه وتعالى والعمل الصالح ، فأيام الحجر المنزلي موت بعده عودة ففي هذا الموت علينا محاسبة النفس والتدقيق في عباداتنا وأعمالنا وأفعالنا وعلاقاتنا مع الآخرين ، وتعين وتحديد الخطأ منها حتى نبتعد عنه بعد رفع الحجر ( العودة من الموت) وعلينا ترك كل عمل لا تكن فيه النية خالصة لله لأن بدون هذا الإخلاص فأن نتيجة العمل الخسران المبين لا محال ، وأثناء مراجعة النفس وأعمالها علينا أن نتذكر في هذه المرة يمكن لنا العودة والاستزادة من الخير والثواب ولكن في المرة القادمة هيهات ثم هيهات فكيف حضرنا المواد الغذائية للحجر وكنا قلقين من طول المدة وعدم كفاية هذه المواد فعلينا أن نقلق مما نحضر من ثواب وحسنات الى حجر الموت الدائم فهناك لا عودة ولا انتظار انتهاء المدة ( الحجر) ، فهذه فرصتنا من فعل الخير والقيام بالعمل الصالح والإكثار من الثواب مع الابتعاد عن كل عمل أو قول أو كلمة تبعدنا عن رحمة الله سبحانه وتعالى وتقربنا من الشيطان الرجيم وجنوده ، وليس من السهل أن يحصل الإنسان على فرصة للتفكر أو محاسبة النفس كهذه على الرغم من صعوبتها وقسوتها وحزنها ، فالموفق من لا يضيع هكذا فرصة ويستغلها بالشكل الصحيح الذي من خلاله يتراجع عن الأخطاء والموبقات والانحرافات والأعمال التي يرفضها الشارع المقدس ، حتى يكون لنا القبر (الحجر الدائم) حديقة من الجنان التي يتطلع لرؤيتها والفوز بها كل إنسان عاقل نتيجة ما خَزَّن له من أعمال صالحة وحسنات كثيرة تجعل حياته  سعيدة في الدارين .

(1) سورة المؤمنون آية 100(2) سورة الأنعام  آية 28

 

ــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك