المقالات

هل انهى فيروس كورونا النظام العالمي الجديد؟


 

 

✍️  إياد الإمارة

 

„المقاومة الإسلامية: تهديد واضح للرأسمالية العالمية المستبدة„

 

▪ شَهِدَ القرن السابع عشر الميلادي ظهوراً أول لما عُرفَ "بالنظام الدولي" بعد أن تشكلت شراكة تنافسية بين بعض دول آوربا لإستعمار عددٍ من بلدان العالم، ومر هذا النظام بمراحلَ وتطوراتٍ مختلفة حتى الحربين العالميتين الأولى والثانية والدخول في مرحلة الحرب الباردة وظهور معسكرين شرقيّ وغربيّ وحلفين عسكريين هما وارشو والناتو.

استمر هذا النظام قائماً هرماً حتى العام (١٩٩٠) إذ بدأت تكتملُ في هذا العام ملامح واضحة لما أصبح يُعرف "بالنظام العالمي الجديد" على أنقاض "النظام الدولي"  بعد تفكك الإتحاد السوفيتي وتوقف الحرب الباردة والمضي قُدماً في إعتماد النظام الرأسمالي الغربي لإدارة العالم وهو يهدف إلى هيمنة: إقتصادية، سياسية، ثقافية، عسكرية، على العالم.

الرأسمالية الكبرى  "النظام العالمي الجديد" حاولت بنفس أدوات النظام الدولي السابق -التي أصبحت أكثر فتكاً بفعل تطور التكنلوجيا- فرض هيمنتها على العالم وبالأخص المنطقتين العربية والإسلامية "خواصر الثروة الرخوة"، فكانت حرب الخليج الثانية عام (١٩٩١) وهي الحدث الأهم والأول في تثبيت أركان النظام العالمي الجديد، وتُوِجَ هذا التثبيت عام (٢٠٠٣) في حرب الخليج الثالثة "غزو العراق" وما رافق هذا الغزو من أحداث أستمرت إلى ما قبل جائحة فيروس كورونا الحالية..

كان النظام العالمي الجديد يواجه عقبة (قوة إيران الإسلامية التي تحولت إلى دولة عظمى في المنطقة) لا أعتقد أنه كان يتوقعها بالقوة التي تستطيع إيقاف مشروعه الدولي المتمترس بما لديه من مقومات إقتصادية وعسكرية وإعلامية جبارة بقدر خشيته من "التنين" الصيني  الذي ينخر جسد الراسمالية بطريقة ناعمة جداً منذ السنوات الأخيرة للقرن الماضي، الرأسمالية بنظامها العالمي الجديد الذي تقوده أمريكا توقعت أنها ستتمكن من إخضاع إيران وليّ أذرعها التي لن تصمد كثيراً أمام حرب قد تكون سهلة على أكثر من محور، سوف تستطيع أن تُمزق سورية وتُدمر حزب الله وتقضي على الحوثيين والطريق أمامها أسهل في العراق إذ لم تستطع قواه السياسية -الشيعية خصوصاً- المتفرقة من ضبط إيقاع شعبه الذي أصبح ناقماً ومستعداً للإنفجار بالإتجاه الذي تريده الرأسمالية، وبذلك يكون قد حقق أمناً أكبر لإسرائيل وعزز من قواعد مواجهة مباشرة مع الصينيين .. لكن ذلك لم يتحقق بالمرة إذ تمكنت إيران وبمهارة تُحسبُ لها من تأسيس قوة مقاومة إسلامية متمكنة جداً عابرة للحدود إستطاعت إفشال مخططات مهمة في برنامج النظام العالمي الجديد، حزب الله يمسك بالارض ويحقق إنتصارات كُبرى والأسدُ في عرينه صامداً والحوثيون يهددون مستودعات نفط كُبرى في العالم أما في العراق فلا يبدو أن المشهدَ رأسمالي بالمطلق...، ولا يزال الصراعُ مستمراً حتى الساعة وجائحة كورونا تفتك بالكثير من الخطط والبرامج في توقيت حرج جداً لاكثر من طرف في دوائر صراع متعددة في مناطق مختلفة من العالم، وبالعودة إلى ما يراه كيسنجر وغيره من منظري ومحللي السياسة الدولية، فقد نكون حتماً أمام وضع جديد يُلغي النظام العالمي "الجديد" ويجعله أثراً من بعد عين ويصبح قديماً أمام إطروحات تتحدث علناً وبوضوح تام عن فشل الرأسمالية التي أرادها النظام العالمي الجديد إدارة "جديدة" تعني هيمنة على الإقتصاد والسياسة والإعلام والعسكر.

هكذا قد نقرأ الفاتحة "بالعبرية الفصحى" على النظام الراسمالي الجديد وسيشهد الناجون من الجائحة نظاماً آخر تحدده موازين قوى ما بعد الجائحة.

ــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك