المقالات

أول سؤال للحرامي في قبره

1042 2020-04-10

هادي جلو مرعي

 

يحفل التراث الديني بالمرويات عن الأنبياء الذين يفسرون للناس الآيات، والأوامر الربانية، ويلحون عليهم في تطبيقها، ولعل أول مايؤكد عليه الدين أن يكون مايأتيك من مال حلالا طيبا، وأن تنفقه في الحلال، ولكن المرويات الدينية الإسلامية تركز على الصلاة لأنها عماد الدين. أي هي مايثبت البنيان كعمود الخيمة، ولأن الصلاة إشارة كاملة على العبودية، فإذا قبلت قبل ماسواها، وإذا ردت رد ماسواها. فليس كافيا أن تصلي، ولكن صحة الصلاة هي الأهم، وهي حق الله الذي لاتنازل عنه على عباده.

ولعل أخطر الأسئلة عن المال، من أين إكتسبه، وفيم أنفقه؟ فلايكفي أن يأتي به من الحلال لأنه قد ينفقه في الحرام! فكيف إذا جاء به من حرام، وأنفقه في حرام؟ مع إن هناك من يأتي به من حرام، فينفقه في حلال، وكله في النار، إلا إذا جاء من حلال، وأنفق في حلال. وبالتالي هي أربع أصناف من المال، ومايهمنا الآن هو مايقوم به كثير من الناس في بلدنا، ويكاد يكون منهم الملايين ممن يعملون في المؤسسات الحكومية، والذين يتسلطون على المال، وعلى المناصب خاصة مع غياب الرادع والنفاق. فكثير من الناس متدينون في الظاهر، ولكنهم لايتورعون عن ممارسة كل حرام خاصة عندما يتحول الدين الى عادة. وللأسف فأغلب المسلمين، وأنا منهم تعودنا الدين كممارسة يومية قد لاتؤثر بالكامل على سلوكنا، فتجد إننا نصلي ونصوم ونزكي ونحج ونعتمر، ولكننا نسرق ونكذب وننافق ونرتشي ونرشي ونزني ونخون ونغتاب ونحسد ونغدر وننم ونشي ولاننصح. وقيل: إن الدين النصيحة، والنصيحة هي أن تؤدي عملك كاملا، غير منقوص.

في بلدنا العراق هناك آلاف المواطنين ممن اتيحت لهم فرصة الحصول على مناصب، وتسلطوا على المال العام، وكان هناك مشكلتان: الأولى: الجوع التاريخي، والثانية: غياب القانون، فأنظمة الحكم السابقة أنشأت جيلا جائعا مقموعا ذليلا مهانا دونيا، يبحث عن خلاص، وعن فرصة، وعن مال ومنصب وجاه، وليس مهما الطريقة، ولاعامل الأهلية والكفاءة، بينما كان ومايزال (القانون) في العراق اضعف حلقات حكم الدولة، ولهذا سرقت مئات المليارات من أموال الشعب لحساب العاملين في مختلف القطاعات من كبار الموظفين والسياسيين الكبار منهم والصغار، وهو إبتلاء وإمتحان ينبغي الصبر عليه، فكل حرامي سيحاسب قبل الآخرة، وسيصاب بأنواع البلاءات في نفسه، وجسده، وأسرته، واولاده، وشرفه، وحتى في سلوك الأبناء والزوجة الذين اطعمهم من حرام، ولأن الرب لايعزب عنه مثقال ذرة من عمل العبد.

ــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك